-ابن تيمية يصوّر الشيعة بأنهم يعتبرون الصحابة شرّ ملّة الاسلام، وهذا كذب واضح عليهم.
الصحابة والشيعة : إدعى ابن تيمية أن الشيعة لو سألهم أحد «من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم»[1] وهذا الكلام من ابن تيمية من أعظم الفرية عليهم، لأن صحفهم ومصنفاتهم تتطابق تماما مع كتاب الله سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله،وأن الصحابة على قسمين، قسم صالحون محسنون، وقسم طالحون منافقون مرتدون،حسبما دلت على ذلك الآيات العديدة و منها آية " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ"[2]
و من السنة ما روي من انتقام الصحابة من سيد الرسل صلى الله عليه وآله لمّا أمر بتأمير أسامة بن زيد و أباه من قبلُ حيث لم يمتثلوا أمره وتشدّد النكير منهم حتى تخلّف عن جيش أسامة جمع كثير من الصحابة بما فيهم ابو بكر وعمر وغيرهما.
حتى اضطر صلى الله عليه وآله أن صعد المنبر فأظهر سخطه عليهم، وقال:«إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة.. الخ»[3]
ومعلوم أن من تخلف من الصحابة عن جيش أسامة وطعن في إمارته يُعَدّ تصرفهم هذا معصية لرسول الله صلى الله عليه وآله كما هو معصية لأمر الله تعالى وهذا ظاهر واضح، لأن الله تعالى قال: " مَآ آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقَابِ "[4]، فالصحابة بعدم امتثالهم أمر النبي صلى الله عليه وآله عصوا أمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله.
الاعتذار عن الصحابة لا يفيد
ولا تفيد محاولات بعض علماء أهل السنة وفقهائم بتبرير موقف الصحابة من أسامة بن زيد بقولهم: بأن الشيوخ و الكهول تأبى طبيعة أن تنقاد الى الأحداث.
و جواب الخبير واضح، فإن نفوس المؤمنين من الشيوخ الكاملين في إيمانهم لا تنفر عادة من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله في الانقياد للأحداث و لا في غيره من سائر الاشياء،لأن المهم عندهم إطاعة الله ورسوله حيث قال في كتابه العزيز: "فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْليماً"[5]
المصادر
[1] . منهاج السنة، ج 1، ص27.
[2] . سورة آل عمران، الآية 144.
[3] . صحيح البخاري، ج 3، ص 1365 ت البغا.
[4] . سورة الحشر، الآية 59.
[5] . سورة النساء، الآية 65.