-إن رسول الله صلى الله عليه وآله له بطانتان من الصحابة.
الصحابة والبطانة : البطانة تعني أهل المشورة وحاشية الرجل والمقربين له. وقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري حديث البطانة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «(ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة، إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالى»[1]
ومدلول الحديث: أن النبي أخبر بأن أصحابه فيهم بطانة الشر كما فيهم بطانة الخير. وعليه فإيمان الصحابي لا يثبت الا بحجة، وعدالته لا تتحقق الا ببينة، و العادل منهم واجب التقدير والاحترام، والمجرم منعهم لا وزن له ولا احترام، والاسلام لم يخبرنا باحترام المنافق ولا بتعظيم الفاسق كائنا من كان، و من قال غير هذا فقد خالف الله ورسوله.
فلماذا تؤاخذ الشيعة ويُعد ذنبا منهم لو قالت بهذا القول والحال ان كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله في طليعة من قال بهذا في الصحابة، ولنا دليل آخر بعد القران وشهادة السنة وهو شهادة كتب التاريخ في الصحابة.
الصحابة وشهادة التاريخ
فقد جاء ذكرهم في تصانيف اهل السنة كالطبري وابن الاثير وابن سعد وابن قتيبة، مما يستفاد منها ان الصحابة، نكصوا على اعقابهم يوم السقيفة للوصول الى الامارة، فحملوا الناس بالضرب والشتم والتهديد، وبالهجوم على بيت الزهراء عليها السلام، واخراج الامام علي عليه السلام مكتفاً و تهديده بالقتل إن رفض البيعة، كما غصبوا الزهراء عليها السلام حقوقها من النحلة والارث حتى ماتت واجدة عليهم ودُفنت ليلا ولم تأذن لحضور الغاصبين لحقها وحق بعلها.
ومن أعمال بطانة الشر انهم قتلوا الصحابة الذين أبوا أن يدفعوا الزكاة لأبي بكر تريثاً منهم حتى يعرفوا سبب تأخر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام عن الخلافة، لأنهم قد بايعوه في حياة النبي صلى الله عليه وآله في يوم غدير خم، كما وقعت هذه الحادثة في مالك بن نويرة.
ايضاً إنهم غيروا كثيرا من الاحكام المبنية على الكتاب والسنة، فابدلوها باحكام اجتهادية تخدم مصالحهم الى غير ذلك مما قام به بطانة الشر من الصحابة.
وبعد ما تبين أن الصحابة على قسمين، يتضح فساد ما قاله ابن الاثير وغيره في حقهم من أن الصحابة: «كلّهم عدول لا يتطرق إليهم الجرح »[2]
إنهم بهذه الكلمات يريدون أن يعارضوا الكتاب والسنة الذين شهدا على أن الصحابة" فيهم المنافق والفاسق والمرتد" وغير ذلك من الاوصاف التي تشينهم.
المصادر
[1] . صحيح البخاري، ج 6، ص 2632 ت البغا.
[2] . أسد الغابة ، ج ۱، ص ۳.