-بكتْ الشيعة على ابي عبد الله الحسين عليه السلام لشدة المصيبة التي جرت عليه، ولعدم جريان نظيرها على أحد في العالم.
البكاء والمسلمون: يجب على المسلمين وعلى كل حملة الكتاب والسنة، التأسّي بنبيها صلى الله عليه وآله، وهوالاسوة والقدوة لجميع المسلمين، ولو نظرنا الى سيرته تجاه أسرته صلى الله عليه وآله نجده كان يتأذى اذا سمع بكاء الحسين عليه السلام.
فقد أخرج الطبراني عن أبي زياد قال: خرج النبي صلى الله عليه وآله من بيت عائشة فمرّ على فاطمة، فسمع حسيناً يبكي - رضي الله عنه - فقال صلى الله عليه وسلم: "ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني"[1]
فاذا كان النبي يتأذى من بكاء ريحانته، فما ظنك به صلى الله عليه وآله اذا وجده قتيلا بالقتل الذريع، مرمّلاً بالدماء مقطّع الاعضاء محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والرداء؟
الجنة ثمن البكاء على الحسين
إنه حقيق على كل مسلم أن يستنّ بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله، فيدوم متوجعا باكيا على بضعة النبي صلى الله عليه وآله الى يوم القيامة فقد ورد في ذخائر العقبى نقلا عن مسند أحمد عن الربيع بن المنذر عن ابيه قال: كان الحسين بن علي عليه السلام يقول: "من دمعت عيناه فينا دمعة او قطرة بوّأه الله الجنة"[2]
وهذه مثوبة عظيمة ورحمة جسيمة وهل مسلم يرغب عن تحصيل مثل هذه المنزلة، وهي شعار ذوي العلم والتقى من الاثني عشرية.
فالمآتم التي تأسست انما تقام لهذه الغاية العظمى والمحنة الكبرى.
وقد أفرد جماعة من العلماء والحفاظ في روايات فضيلة البكاء على الامام الحسين عليه السلام منهم الحافظ محمد بن معين السندي الحنفي المتوفى سنة 1161 في كتاب قرة العين في البكاء على الحسين، وذكر فيه الروايات، وأثبت فيه فضل البكاء عليه، وندب إقامة تعزيته والحداد عليه وأن جدّه الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله لو كان حيّاً لأعلن الحداد وإقامة التعزية وبكى عليه.
فإقامة العزاء اذن لا يختص بالشيعة، وليس لمن تسمى بأهل السنة ذمهم على ذلك، فإن الذم يتوجه على فاعل المنكر بعد علمه بأنه منك، وليس لهم دليل حجة على الشيعة يدل على تحريم ذلك.
المصادر:
[1] . المعجم الكبير، ج3، ص116،ح2847.
[2] . ذخائرالعقبى، ص 19.