تأمل في رواية سكوت النبي

12:46 - 2022/11/28

-روى اهل السنة أن النبي صلى الله عليه وآله قد يواجه بأمور ترتبط بمسألة شرعية أو بمصير مستقبل الأمة فيتخذ السكوت.

تأمل في رواية سكوت النبي

سكوته صلى الله عليه وآله : وردت روايات في مصادر أبناء العامة تتضمن سكوت النبي عن الاجابة على مسألة شرعية اوعن مسألة الخلافة كما يقولون.

فمن تلك الروايات ما ورد في سنن ابن ماجة بسند عن قيس بن عمرو قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أصلاة الصبح مرتين؟ فقال الرجل: إني لم أكن صلّيت الركعتين اللتين قبلها فصلّيتهما، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم.[1]

إن الرواية لو صحت ففيها إغراء بالجهل، باعتبار أن النبي سكت عما فعله الرجل، فيكون سكوته دليل على مشروعية صلاته، وهذا لم يلتزم به أحد من المسلمين.

وإذا قيل إنه صلى الله عليه وآله سكت لعدم اطلاعه على الحكم الشرعي، وهذا الاحتمال مردود للزومه تأخير البيان عن وقت الحاجة ولزومه جهل النبي بأحكام الشريعة التي جاء بها.

لكن التمعن في مقاصد نقل مثل هذه الروايات يُظهِر لنا أنهم يريدون أن يثبتوا تجويز سكوت النبي صلى الله عليه وآله في الامور الشرعية ليثبتوا بعد ذلك تجويز سكوته في أمر الخلافة وتوكيل الاختيار الى الأمة.

لكن هذا غير تام مع النظر الى أهمية القيادة والحكم اللتين يقتضيان وجود سلسلة من الشروط في القائد والحاكم، بحيث إذا فقدت تلك الشرط فسوف تنحرف القيادة عن طريق الحق وتنتهي بالأمة الى أسوء مصير.

سكوته

تعارض سكوته مع فرض قيادته المعنوية والدنيوية

إن قيادة الانبياء على نوعين:

1- قيادة معنوية محضة، وهي هداية الأمة الى عبادة الله تعالى وإبعادهم عن عبادة الاصنام والأوثان وارشادهم الى وظائفهم أمام الله تعالى، وهذا القسم من القيادة يحتاج الى العلم والمعرفة بالاحكام الآلهية بحيث إذا سُئل النبي صلى الله عليه وآله عن مسألة، يجيب عليها، فما روي من سكوته على بعض القضايا والمسائل، غير صحيح للزومه جهل النبي وتأخير البيان عن وقت الحاجة وهذا قبيح لا يفعله النبي.

2- إن القيادة بجميع شؤونها من هداية الأمة في حياتها الفردية والاجتماعية والدنيوية كانت مجتمعة في نبي الاسلام صلى الله عليه وآله، فانه كان نبيا حاكما قائدا للأمة الاسلامية.

وبما أن هذه القيادة لا تصلح الا لرجل عالم بجميع المصالح والمفاسد التي توجب صلاح الامة وعدم وقوعها في الضلال والهلاك، لذا يجب عليه أن ينبه الامة بما سيقع لهم من الامور الخطرة الموجبة لضلالهم وهلاكهم، وعليه فلا معنى لسكوته بعد فرضه عالما بجميع الامور، إذ سكوته يوجب ضلال الامة وهلاكهم وهذا نقض لغرض البعثة والدعوة الى الحق.

إذن اعتقادهم بسكوت النبي عن تعيين الخيلفة بعده وايكال ذلك الى الأمة مردود معارض بمصلحة البعثة.

المصدر

[1] . سنن ابن ماجة، ج1، ص364، ح1154.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.