إدعاء التمسك بالسنة سهل المؤونة

ابن تيمية وحديث السفينة : نقل ابن تيمية حديثا متفقا عليه وحاول أن ينفي صحته في الكتب المعتبرة، وهو المعروف بحديث السفينة، فقال: وأما قوله: " «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح» " فهذا لا يعرف له إسناد لا صحيح، ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها، فإن كان قد رواه مثل من يروي أمثاله من حطاب الليل الذين يروون الموضوعات فهذا ما يزيده وهنا.[1]

إن حديث السفينة من الأدلة المحكمة التي استدل بها الشيعة الإمامية على خلافة أمير المؤمنين عليه السلام وإمامة الأئمة الاثني عشر.

و الحديث أخرجه غير واحد من علماء الحديث منهم النيسابوري[2] وأبو نعيم[3] وابن حجر الهيثمي[4] والسيوطي[5] وغيرهم.

دلالة حديث السفينة

إن الحديث واضح الدلالة على إمامة أئمة أهل البيت عليهم السلام، إذ أن النجاة قد ثبتت لأهل السفينة من قوم نوح، وكل من تخلف عن الركوب في السفينة غرق، فكذلك بالنسبة الى أهل البيت عليهم السلام، فإن من تمسك بإمامتهم وركب سفينتهم فله الأمان من العذاب و الهلاك في الدارين.

إن وجه التشبيه بالسفينة هو الأخذ بهداهم والتجنب من مخالفتهم، وهذا دليل على وجوب التمسك بهم، ومن وجب التمسك بهم وجبت طاعتهم، ووجبت إمامتهم.

لكن ابن تيمية ومن على شاكلته يدّعون التمسك بالسنة النبوية، والواقع يكشف لنا انهم تركوا السنن القطعية الآمرة بالتمسك بالعترة الطاهرة، فكيف يمكن منهم الدعوى على أنهم تابعون لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله.

إن كبيرهم أعني ابابكر يقول: لئن أخذتموني بسنة نبيكم لا أطيقها[6]، كيف لا يطيقها ؟ فهل كانت سنة رسول الله صلى الله عليه وآله مستحيلة؟

وكيف يدعون أنهم متمسكون بها اذا كان إمامهم الأول لا يطيقها؟

إنهم حقاً تاركون للسنن القطعية، ومنها قوله صلى الله عليه وآله" أنا مدينة العلم وعلي بابها"[7] وعترة النبي صلى الله عليه وآله هم حملة العلوم وخزان الوحي وأنهم واجبي الاتباع في جميع الاحوال، كما دل على ذلك القران والسنة النبوية.

المصادر

[1] . منهاج السنة، ج 7، ص 395.

[2] . المستدرك على الصحيحين، ج2، ص343.

[3] . حلية الاوليا، ج4، ص306.

[4] . الصواعق، ص153.

[5] . الجامع الصغير، ج1، ص373.

[6] . مسند أحمد، ج1، ص14 ومجمع الزوائد، ج5، ص184.

[7] . عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج 16، ص 215.