لمحة عن السيدة زينب الكبرى عليها السلام

17:11 - 2022/11/30

-من أعظم شخصيات بيت النبوة السيدة زينب الكبرى عليها السلام، فعند وقوفك على تاريخ هذه السيدة الجليلة تُدرك العظمة والجلال والصبر بالمعنى الحقيقي بل وكل معاني الكمال. 

لمحة عن السيدة زينب الكبرى عليها السلام

في الخامس من جمادى الأولى في ذكرى ولادة السيدة الطاهرة العفيفة الصبورة مولاتنا زينب الكبرى عليها السلام، لابأس أن نتوقف في هذه الأسطر على بعض الخصال الحميدة التي امتازت بها السيدة عن غيرها نسبا وخلقا وموقفا. ويرجع نسبها الشريف إلى السلالة الطاهرة المزكاة من فوق سبع سموات، ويكفيها شرفا أنها خرجت من بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، فجدها من الأم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن الأب أبو طالب عليه السلام، وأمها فاطمة الزهراء وأبوها إمام المتقين ونفس الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام وأخويها الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة. وبحسب بعض الروايات فإنّ جدّها النبي المصطفى صلی الله عليه وآله وسلم هو الذي سمّاها زينب. وهناك قولان في معنى اسمها الأول: أنه مركب من زين وأب. أما الثاني فهو أنه بسيط وليس مركب، ويعني الشجرة أو الوردة. والمعنى الثاني هو ما صُرح به في القاموس المحيط وورد فيه أن "الزَّيْنَبُ" نبات عشبيٌّ بصليّ معمّر من فصيلة النرجسيات، أزهاره جميلة بيضاء اللون فوّاحة العرف، وبه سُمِّيت المرأة.

كانت السيدة زينب عليها السلام صوامة قوامه تقضي أكثر لياليها متهجدة تتلو القرآن وتعلمه النساء، وكانت في أشد الحالات والظروف مواظبة على العبادة والطاعة ولم تتركها أبدا، حيث يُروى أن الإمام الحسين عليه السلام لما ودعها الوداع الأخير ليلة كربلاء قال لها: "يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل"[1] وهذا دليل على ذلك قربها من الله تعالى والإعتصام بحبله. وغير ذلك من صفات الإستقامة والرفعة التي يجف الحبر عنها خجلا.

زينب

السيدة زينب وشجاعة الموقف:

كان للسیدة زينب عليها السلام دور بطولي وأساسي في ثورة كربلاء التي تعتبر من أهم الأحداث التي أقامن للدين والإسلام عوده، بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يكن دور هذه السيدة الجليلة أقل شأنا عن الدور الذي أداه أخوها الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه رضوان الله عليهم، فقد ركبت الصعاب وجالدتها بقوة الموقف والشجاعة من أجل نصرة الدين. وقادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها بشكل قوي، فكان لها دور إعلامي بارزكذلك؛ فأوضحت للعالم حقيقة الثورة، وأبعادها وأهدافها.[2]

ولها من المواقف الخالدة المنثورة بين ثنايا الكتب ما تسقط عنده رجولة الرجال. ومن ذلك أنه يوم عاشوراء حينما أمر شمر بن ذي الجوشن برمي الإمام الحسین عليه السلام بالسهام فلما رشقوه بها؛ خرجت زینب عليها السلام من باب الخيمة نحو الميدان، ثم وجّهت كلامها إلى عمر بن سعد، وقالت: "يا بن سعد! أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟! فلم يجبها عمر بشيء.[3] وغيره كثير جدا.

_______________________

المصادر:

[1] انظر: كتاب زينب الكبرى، ص58.

[2] انظر: المرأة العظيمة قراءة في حياة السيدة زينب بنت علي، ص40.

[3] انظر: اللهوف، ص 159_161.

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
8 + 7 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.