-لايرى المرء لنفسه قدرا أمام صفات وخصال وفضائل السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها مهما بلغ في الصلاح والرشاد، بل إن المقايسة باطلة مردودة مدفوعة، كيف لا وهي المعصومة الطاهرة المطهرة، ولو أن لها فقط من الفضائل أن الله يغضب لغضبها لكفاها.
لاتمل النفوس الطاهرة والزكية من الحديث عن فاطمة الزهراء عليها السلام وفضائلها، تلك الفضائل التي ملأت الخافقين. وهذه مرتبة تجعل المرء يتفحصها أعني فضائلها عليها السلام، وإن كان من الصعب المستصعب تحديد مكانة تلك السيدة الجليلة وحصرها في أسطر وكلمات والإحاطة بها من كل جانب. بل الصحيح أن يقال أن ذلك خارج عن قدرة القلم واللسان والبيان، وكيف لا، وهي نور زاهر ومضيء لأهل السماء كما تزهر وتنير الكواكب لأهل الأرض. سُئل أبو عبد الله عليه السلام عن فاطمة لِمَ سمّيت زهراء؟ فقال: "لأنّها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض".[1] ونحن هاهنا نحاول تلمس بعض الفضائل لها ونثرها للقارئ الكريم في سطور من باب البركة والإطلاع على بعض ماهو مسطور في الكتب عنها عليها السلام.
روايات في فضائل فاطمة عليها السلام:
1. روى ثقة المحدّثين في كتاب مولد فاطمة الزهراء عن أسماء بنت عميس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنّ فاطمة خلقت حوريّة في صورة إنسيّة".[2]
2. وعن أبي جعفر عليه السلام عن آبائه قال : "إنما سميت فاطمة بنت محمد " الطاهرة " لطهارتها من كل دنس ، وطهارتها من كل رفث ، وما رأت قط يوما حمرة ولا نفاسا".[3]
3. وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: "يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما".[4]
4. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " لو كان الحسن شخصا لكان فاطمة ، بل هي أعظم . فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصرا وشرفا وكرما ".[5]
5. في تفسير القمي عند قوله تعالى: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب) عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكثر تقبيل فاطمة عليها السلام فأنكرت ذلك عائشة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عائشة، إني لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني من ثمارها فأكلت، فحول الله ذلك ماء في ظهري، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة طوبى منها".[6]
هذه شذرات من الفضائل والعطايا الإلهية التي حازتها السيدة الجليلة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، ولم يحزها غيرها من نساء العالمين. فتأمل.
______________
المصادر:
[1] الأسرار الفاطمية، ص425.
[2] الخصائص الفاطمية، ج ١، ص١٧٩.
[3] الأسرار الفاطمية، ص٤٣١.
[4] السيدة الزهراء بين الفضائل والظلامات، ص٢٤.
[5] فرائد السمطين، ج2، ص68.
[6] تفسير القمي١، ص٣٦٥.