-دافعت الزهراء عليها السلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام لأنها كان تعلم أنه لن يرفع السيف بوجه أحد لمقتضى حال الاسلام.
تراكمت الهموم المتشابكة على الزهراء جراء ما قام به عمر بن الخطاب وأتباعه، بمهاجمة بيتها ، حتى قادوا الامام عليّا عليه السلام لبيعة أبي بكر على أنه الخليفة عنوة وقهراً، فخرجت عليها السلام خلف ابن عمها وهي تقول: خلوا ابن عمي أو لأكشفن رأسي للدعاء.[1]
كانت الزهراء في كل لحظة تزداد وتتراكم عليها آلامها وأحزانها كتراكم الرمال بعضها فوق بعض.
يظهر ذلك من كلامها مع مجموعة من نساء المهاجرين الانصار لما جئن يعدنها، فقلن لها كيف أصبحت من علتكِ يا ابنة رسول الله؟ فقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكن قالية لرجالن لفظتهم بعد أن عجمتهم وشنأتهم بعد أن سبرتهم فقبحا لفلول الحد واللعب بعد الجد، وقرع الفاة وصدع القناة وخطل الآراء وزلل الاهواء، وبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون.[2]
إن فاطمة عليها السلام خرجت خلف علي عليه السلام لا لعدم معرفتها بعلي وصولاته، وانما هي قاطعة بطاعته وموالاته لرسول الله صلى الله عليه وآله، ولكن مقتضى الحال الذي أصبح عليه الاسلام وأهله، ألزم عليا عليه السلام أن لا يرفع السيف بوجه أحد من الناس، ولذا خرجت عليها السلام خلفه كي تدافع عن إمامها و تضحي بنفسها من أجله إن أقدمتْ الصحابة على قتله.
وقد يكون أنها عليها السلام خرجت خلفه لتحرك الرجولة فيهم، فيرون أنها إمرءة جاءت لتذود عن زوجها وتدفع عنه شرهم، لكنها عليها السلام تلقت منهم ضربة بغمد السيف على وجهها لمنعها من القدوم خشية انقلاب الناس عليهم وهم ينظرون الى بنت رسول الله صلى الله عليه وآله تذود عن زوجها عليه السلام.
إخبار النبي الزهراء بما يجري
إن النبي صلى الله عليه وآله كان قد أخبر ابنته الزهراء وعليا عليهما السلام بما يجري عليهما، فقد روى الشيخ الصدوق عن الامام علي عليه السلام قال: بينما أنا وفاطمة – الزهراء - والحسن والحسين عند رسول الله إذ التفت الينا فبكى، فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: مما يصنع بكم بعدي، فقلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدها، وطعنة الحسن في الفخذ والسم الذي يسقى وقتل الحسين.[3]
المصادر:
[1] . المصنف، ج8، ص572. والمذكر والتذكيرلابن ابي عاصم، ص91، وفضائل الصحابة لابن حنبل، ج1، ص 364.
[2] . بحار الأنوار، ج ٤٣، ص ١٥٨.
[3] . الامالي للشيخ الصدوق، ص197