غضب فاطمة الزهراء

غضب الله في هتك الحرمات : قال تعالى " ولن تجد لسنة الله تحويلاً" تشير الآية الى عدم تغير وتبدل سنن الله تعالى، فمن ذلك أن الله قد أجرى غضبه عند غضب أنبياءه ورسله وأولياءه.

ومن الأولياء فاطمة الزهراء عليها السلام التي نص الحديث على ملازمة غضبها وغضب الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله.

كقوله عليه السلام: إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها"[1] وفي صحيح البخاري: (فاطمة ‌بضعة ‌مني، فمن أغضبها أغضبني)[2]

والقرآن صرح بحقيقة أن أذى النبي هو أذى الله، ونتيجة ذلك هو استحقاق تبعات الأذى من اللعنة والعذاب الأليم قال تعالى"إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا"[3]

إن المناط في العلاقة بين غضب الله تعالى وغضب أولياءه هو الحكم الشرعي، فهؤلاء الأولياء غضبهم لله ورضاهم له، ولا يكون الغضب الا بهتك الحرمات التي تحددها الشريعة السماوية، فتعدي تلك الحدود هي التي توجب الغضب الالهي وبها ينزل العذاب على من اقترفوها، وإذا صانوا تنزل عليهم الرحمة وتفتح أبواب السماء وينال رضا الله تعالى.

أهل بيت الرسول أعظم الحرمات

إن الله تعالى قد أجرى حكمته في ابتلاء الامم السابقة لما عظّمت الحرمات التي حددها كحرمة يوم السبت، ثم نسخها في أمة عيسى، أما في هذه اللأمة، فكانت أعظم الحرمات التي ابتلي بها المسلمون هو رسول الله صلى الله عليه وآله وعترته أهل بيته.

فالعاصي لأمر الرسول صلى الله عليه وآله في أهل بيته عليهم السلام يكون قد هتك أعظم الحرمات وذلك لعظم حرمة الاسلام عند الله تعالى، وأن المطيع لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله فيهم يكون قد صان أعظم الحرمات عند الله تعالى.

وقد نص القرآن الكريم على هذا في آيات متعددة منها قوله تعالى " تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم"[4] وقال تعالى " ومن يعص الله ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين"[5]

المصادر:

[1] . الاصابة لابن حجر، ج4، ص39.

[2] . صحيح البخاري، ج 3، ص 1361 ت البغا. تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة، ج 3، ص 557.

[3] . سورة الاحزاب، الآية 57.

[4] . سورة النساء، الآية 13.

[5] . المصدر، الآية 14.