-إن الزهراء عليها السلام قد حذرت الغاصبين للخلافة من أخطار وفتن تأتي على المسلمين في المستقبل، وعند ذلك لا يفيدهم الندم.
حذرت الزهراء عليها السلام المسلمين عموما بما سينتج ويترتب على انتهاك الصحابة للحرمات والمقدسات الاسلامية بعد اجتماع السقيفة وغصب الخلافة من صاحبها الاصلي علي بن ابي طالب عليه السلام.
قالت الزهراء عليها السلام في خطبتها:
"أَمَا لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا ملئ القعب دما عبيطا وذعافا مبيدا هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما أسسه الأولون ثم طيبوا عن دنياكم أنفسا وامطئنوا للفتنة جأشاً وابشروا بسيف صارم، وسطوة معتدٍ غاشم، وهرج شامل، واستبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيدا، وجمعكم حصيدا، فيا حسرة لكم"[1]
يتضح من كلام الزهراء عليها السلام أن العقوبات الإلهية التي ستترتب على هذه الانتهاكات للحرمات والمقدسات هي الاحتلاب للدماء والموت الغاشم والفتنة الدائمة بين المسلمين وسطوة أعداء المسلمين والهرج الشامل واستبداد الظالمين.
أما العقوبات الدنيوية التي ترتبت عاجلاً على هؤلاء الظلمة فهي في ساعات الاحتضار والكيفية التي ماتوا بها، واختلفت الروايات في كيفية موت أبي بكر بدس السم[2] او بالسل[3] أو بلسعة حية.[4] والاشهر أنه مات مسموما، وقد دخل عليه عبد الرحمن بن عوف فسمع منه ندمه على ما فعله ببيت الزهراء عليها السلام، قائلاً: "وددت أني لم أكن كشفت عن بيت فاطمة، وتركته ولو أغلق على حرب"[5]
وحالة احتضار عمربن الخطاب لا تقل عن ابي بكر، فقد أخبر البخاري عن المسور بن مخرمة أنه قال:" إن عمر لما طعن جعل يتألم، فقال له ابن عباس وكأنه يجزّعه فرد عليه عمر قائلاً: وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك، ووالله لو أن طلاع الارض لي ذهباً لافتديت به من عذاب الله من قبل أن أراه"[6]
وكان عمر يقول وقد أخذ تبنة من الارض: يا ليتني كنت هذه التبنة، ليتني لم أخلق، ليت أمي لم تلدني، ليتني لم أكن شيئاً، ليتني كنت نسياً منسياً"[7]
المصادر:
[1] . الاحتجاج للطبرسي، ج1، ص148.
[2] . الكامل في التاريخ لابن الاثير، ج1، ص395.
[3] . مستدرك الحاكم، ج3، ص64.
[4] . الفخري في الآداب السلطانية، ج1، ص34.
[5] . السقيفة وفدك للجوهري، ص34
[6] . صحيح البخاري، مناقب المهاجرين، ج4، ص437.
[7] . الطبقات الكبرى لابن سعد، ج3، ص360.