-النتائج التي ترتبت على انتهاك الصحابة جميع الحرمات متعددة ذكرت بعضها الزهراء عليها السلام.
من نتائج ومظاهر معاقبة الظالمين الذين ظلموا الزهراء عليها السلام، وقوع السيف بين المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقد بعث ابو بكر خالد بن الوليد بجيش جهّزه لإجبار المسلمين على بيعته، واختلق حجة الارتداد لارتكاب تلك الفجائع، فادعوا أن هؤلاء القوم ارتدوا عن الاسلام بامتناعهم دفع الزكاة الى السلطة الجديدة.
ايضا من نتائج انتهاك الحرمات، قتل سعد بن عبادة سيد الانصار، وهو أول من جلس في سقيفة بني ساعدة يتفاوض في أمر البيعة والخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، ناسيا بيعة الغدير وما قاله النبي في حق أهل البيت عليهم السلام.
سعد بن عبادة لم يحرك ساكنا وهو يرى انتهاك حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله حينما اقتحم عمر بن الخطاب بيت فاطمة الزهراء عليها السلام. فكان من نتائج سكوته ذلك إصابته بسهم من رجل بعثه اليه عمر بن الخطاب كمرحلة من مراحل الانقلاب وتصفية رموز المعارضة.
ولأجل أن يضيعوا دمه ويبرؤوا ساحة عمر بن الخطاب الذي كان المدبر لوقوع هذه الجريمة، نسبوا بيتين من الشعر الى الجن أنها قالت:
وقتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة
ورميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده[1]
السكوت عن ظلم الزهراء
إنه لا شك أن الساكت عن الظلم كالعامل به، وآثار الظلم تسري في المجتمع كما تسري النار في الهشيم، سنة الله في خلقه "ولن تجد لسنة الله تحويلا"[2]
فالذين سكتوا عن ظلم الزهراء عليها السلام ورضوا بفعل عمر بن الخطاب، قد ابتلاهم الله تعالى بعمر فأذاقهم الذل كما أخبر بذلك عثمان، قال: لقد أقررتم لابن الخطاب بأكثر مما نقمتم به عليّ وقمكم وقمعكم وزجركم زجر النعام المخزَّمة"[3]
ومن النتائج خروج عائشة لحرب أمير المؤمنين عليه السلام وقد قالت لها أم سلمة: إن عماد الدين لا يُقام بالنساء، حماديات النساء غض الابصار، وخفض الاطراف، وجر الذيول.[4]
خروج عائشة أحدث شرخاً عميقاً في صرح الاسلام لم تزل الأمة تدفع ضريبته من دماء المسلمين من صدر الاسلام الى يومنا هذا، وذلك أن سنة ظلم فاطمة الزهراء عليها السلام لم تتغير ولم تتبدل حتى يغير الله تعالى حال الأمة.
المصادر:
[1] . العقد الفريد لابن عبد البر، ج2، ص74 وج4، ص259-260.
[2] . سورة فاطر، الآية 43.
[3] . إعجاز القرآن للباقلاني، ص216.
[4] . تاريخ اليعقوبي، ج1، ص178.