ظلامة الزهراء في كتب العامة

17:26 - 2022/12/24

-لم يرع ما يسمى الصحابة حقا للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فهاجموا بيتها وانتهكوا حرماتها رامين بكل ماورد في حقها من وجوب احترامها وتقديسها عرض الحائط وهذا ما نستعرضه من كتب العامة في هذا المقال.

 الهجوم على بيت فاطمة

لقد اجتمع للسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها من الفضائل مالم يجتمع لأحد من نساء العالمين، ففضائلها مسطرة في الكتاب العزيز، كما جاء في حقها ومدحها وفضلها على لسان أبيها المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم مالا يُحصى ولايُعد؛ نقله الفريقين بأسانيد صحيحة لا تقبل التأويل والتشكيك، ومنه قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "إنما فاطمة بضعة مني. يؤذيني ما آذاها".[1]

وقوله عليه الصلاة السلام: "من آذى فاطمة فقد آذاني ، ومن آذاني فقد اذى الله عز وجل".[2]

وكفى بالسيدة فضلا ومنزلة أن الله جل وعلا يغضب لغضبها ويرضا لرضاها، وهل تكون فضيلة أعظم من هذه الفضيلة وذلك قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها".[3]

إلا أن كل تلك العظمة والفضل لم تكن مانعا وحاجزا أمام ما يسمونهم أفضل الصحابة من ظلمها والإساعة إليها والتعرض لها وغصب حقها بل والهجوم على بيتها ودارها، وحقيقة الهجوم هذا ذكرته كتب العامة قبل الخاصة في روايات مستفيضة إن لم نقل متواترة، وهذا ما سنتوقف عليه في بحثنا اليوم بالإستشهاد ببعضها التي روت واقعة تلك الجريمة التي كان على رأسها الخليفة الثاني، حيث أمر بالهجوم على بيت فاطمة الزهراء وحرمها حين امتنع الإمام علي عليه السلام على مبايعة الأول بعد السقيفة.

فاطمة

روايات سنية تصرح بالهجوم على بيت فاطمة:

سنذكر في هذا الباب روايات سنية لا قدح فيها ولاجرح في رواتها، ومنها:

1. حدثنا محمد بن بشر نا عبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لابي بكر بعد رسول الله كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال : يا بنت رسول الله ! والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك ، إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت ، قال : فلما خرج عمر جاءوها فقالت : تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه ، فانصرفوا راشدين ، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي ، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لابي بكر.[4]

2. في تاريخ الطبري في نص طويل نستقطع منه الشاهد. حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجل من المهاجرين، فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج إليه الزبير مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه وأخذوه...".[5]

3. وفي أنساب الأشراف للبلاذري نقطع أيضا منه الشاهد فالنص طويل. عن المدائني عن مسلمة بن محارب عن سليمان التيمي وعن ابن عون أن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة فتلقته فاطمة على الباب فقالت فاطمة يابن الخطاب أتراك محرقا علي بأبي قال نعم وذلك أقوى فيما جاء أبوك...".[6]

هذه بعض الروايات من كتب العامة، ولعله يجب التنويه إلى أن العامة دائما يحاولون تنميق العبارة وتزيينها إذا تعلق الأمر بمن يسمون بالصحابة، فيبترون ويتلاعبون بالروايات على هواهم، وقد صرح كثير منهنم بذلك، ويمكن الإطلاع على ذلك في محله. غير أننا أردنا الإستشهاد من كتبهم تعضيضا لمطلبنا وإن كانت عبارة رواتهم لاتقف على الحروف، غير أن ما ذكره علماؤنا الأجلاء عن الهجوم فيه الكفاية. فراجع.

____________

المصادر:

[1] صحيح مسلم، ج4، ص1903.

[2] دلائل الإمامة للطبري، ص45.

[3] الجامع الكبير للسيوطي، ج2، ص210.

[4] مصنف أبي شيبه، ج8، ص571.

[5] تاريخ الطبري، ج3، ص202.

[6] أنساب الأشراف، ج1، ص586.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
2 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.