-لقد خلد الإمام الخامنئي دام ظله شخصية الشهيد قاسم سليماني رحمة الله عليه في كلمات عظيمة يجب على كل أحفاد الولاية أن يقرأوها ويضعوها نصب أعينهم ويأخذوا منها العبر والدروس ويعلموها للأجيال القادمة.
يُعتبر الشهيد سليماني من الذين ساروا في سبيل الله وضحوا بالغالي والنفيس من دين الله وخط الولاية حتى النفس الأخير ، فهو من القلة القليلة التي كابدت الصعاب ولم يتزلزلوا أو ينحرفوا ويغيروا الميثاق الذي بينهم وبين الله ، فهو بحق مصداق لقوله تعالى: { مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }.[1] فلم يأل جهدا ولم يضعف في طريق الجهاد إلى آخر قطرة دم.
الشهيد قاسم سليماني في كلام السيد القائد:
نضع بين يدي القارئ بعض ما جاء عن الإمام الخامنئي عن القائد الكبير والعظيم الشهيد قاسم سليماني رحمة الله تعالى عليه ، وله في شأنه من المدح والتعظيم والإجلال الشيء الكثير، إلا أننا نقف على بعضه بنوع من التصرف للإختصار. وذلك على النحو التالي:
1. الشّجاعة والتّدبير: كان الشهيد سليماني شجاعاً ومدبّراً على السواء. لم يقتصر الأمر على الشجاعة؛ بعضهم لديهم الشجاعة لكنهم لا يمتلكون التدبير والعقل اللّازمين لاستخدام هذه الشجاعة. الآخرون هم من أهل التدبير لكنهم ليسوا أهل الإقدام والعمل، ولا يتحلّون برباطة الجأش اللازمة للعمل. شهيدنا العزيز كان يمتلك رباطة الجأش. يقع في فوّهة الخطر غير آبه. ليس في أحداث هذه الأيام فقط، بل خلال «الدّفاع المقدّس» أيضاً، وفي قيادة لواء «ثار الله». كان أيضاً صاحب تدبير؛ كان يفكّر ويدبّر. وكان ذا منطق في أعماله. الشجاعة والتدبير توأمان ليس في الساحات العسكرية فقط بل كذلك في الساحة السياسية.
لقد توقّع منذ زمن بعيد ظهور تيار ديني في الظاهر يميل إلى إحدى الفرق المعادية للمقاومة، وأخبرني بذلك. وقال: ما أراه في أوضاع العالم الإسلامي أن هناك تياراً سوف يظهر بعد وقت، وبعد مدّة ظهر «داعش». كان شخصاً حكيماً وذكياً.
2. الإخلاص: لقد كان الشهيد سليماني مخلصاً ينفق أداتي الشجاعة والتدبير هاتين في سبيل الله. ولم يكن من أهل التظاهر والرّياء وما إلى ذلك. الإخلاص مهم جدا وتصل آثاره إلى الجميع، وتبقى بركاته بين الناس. ومعرفة الناس لقدره إنما لإخلاصه ، وهذا من عظمته.
3. الروحانيّة: كان الشهيد سليماني من أهل المعنويّة والإخلاص والسعي وراء الآخرة. كان معنويّاً حقاً، ومن أهل المعنويّة حقاً، ولم يكن من المتظاهرين بذلك. حسناً هذه مجموعة مكارم الأخلاق، وهي مكارم قيّمة. الناس رأوا هذا. فلقد تبلورت في هذا الإنسان. ذهب إلى صحارى البلد الفلاني والبلد الفلاني... وعلى الجبال ومقابل الأعداء شتّى، وقد جسّد بالفعل هذه القيم الثقافية الإيرانية وبلورها وأظهرها.
إلى غير ذلك من خصاله التي يمكنك الوقوف عليها في كلمات سماحته.
___________
المصادر:
[1] سورة الآية23.
لمصدر كلمات الإمام : موقع نورنيوز