كيف تحقق قوى الإستكبار أهدافها؟

كل من له بصيرة لايُخطئ تشخيصه في حقيقة أن قوى الإستكبار هي السبب الأول والأساسي والوحيد في كل ما تعانيه الدول الإسلامية من ويلات وصراعات وخلافات ، وتلك القوى الإستعمارية في سبيل تحقيق أهدافها وأطماعها الشيطانية تسلك وسائل وطرقا لاتخطر حتى ابليس ، فأحيانا تحت شماعة حقوق الإنسان وتارة باسم محاربة الإرهاب وأخرى باسم الديمقراطية . كل ذلك من أجل سرقة الشعوب والسيطرة عليها ونهب خيراتها وثرواتها..

وسائل الإستكبار في تحقيق الأطماع:

هنا نعرض بعض تلك الوسائل الخبيثة التي تسلكها دول الإستكبار والتي دونت عن الإمام الثوري السيد الإمام الخميني قدس سره في إطار كلامه عن القوى الإستعمارية ؛ ننقلها بتصرف. منها:

1. السيطرة السياسية الاقتصادية : 

لقد ابتليت كافة شعوب العالم، وفرض عليها نوع جديد من العبودية عملياً، حيث فقدت قرارها الاقتصادي في حياتها اليومية بسبب تبعيتها لأرباب المال والقوة، كما أن شعوب العالم باتت تعاني المرض والفقر على رغم ما لديها من مصادر طبيعية غنية وأراضي زراعية ومياه وبحار وغابات وثروات. فأخذ بزمام الاقتصاد العالمي عن طريق إنشاء مراكز خاصة متعددة الجنسيات، واستأثروا لأنفسهم بكافة طرق التصدير والاستخراج والتسويق والعرض والطلب وحتى بتحديد الأسعار ووضع القوانين المصرفية، وراحوا يوحون للشعوب بأفكار وأبحاث مزيفة، ويحاولون إقناع الجماهير المحرومة بأنها ينبغي أن تظل تحت نفوذهم وإلا فلا حياة للحفاة سوى الفقر، وهذه هي سنة الخلق والمجتمع الإنساني التي تقتضي أن يعيش الأكثرية حياة الجوع والعوز والموت في سبيل لقمة العيش بينما تعيش القلة حياة التخمة والإسراف والبذخ.[1]  

2. الانقلابات والغزو الثقافي :

إن المتفق عليه عند قوى الشر هو الحيلولة دون تقدم دول العالم الثالث ولا سيما البلدان الإسلامية المنبسطة والغنية على الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، وفرض النواحي الاستعمارية على العالم الثالث في شتى المجالات المذكورة. وللتوصل إلى هذا الهدف الذي يولونه أهمية قصوى فإنهم تحملوا الكثير من المشاق والجهد وبذلوا الكثير من الوقت والمال وما زالوا. لقد كانت بريطانيا وفرنسا على رأس هذه المؤامرة في السابق، ثم جاءت أمريكا والاتحاد السوفيتي، ولكي يحققوا أهدافهم المشؤومة فإنهم قاموا بالعديد من الانقلابات وأسقطوا العديد من الأنظمة وأقاموا محلها أنظمة تابعة لهم... وللتوصل إلى فرض السلطة الاستعمارية الجديدة، فإنهم وجدوا أن أفضل وسيلة لذلك تكمن في الغزو الثقافي للشعوب والتحكم في الجامعات، فشكلت من خريجيها البرلمانات الزائفة واصطنعت لنفسها الحكومات والأنظمة إما أن تكون شرقية أو غربية، وكانت البلدان الإسلامية في مقدمة الدول التي عانت من هذه الصراعات وما تزال.[2]

3. نهب الموارد الطبيعية :

إن أمريكا هي أكبر وأسوأ مشكلة تعاني منها الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، فأمريكا بصفتها أقوى دول العالم لم تترك وسيلة إلا وقد التجأت إليها للاستيلاء على المزيد من ثروات البلدان الخاضعة لها. إن أمريكا هي العدو الأول لشعوب العالم المحرومة والمستضعفة. وأمريكا لا تتورع عن ارتكاب أية جريمة من أجل فرض سلطانها السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري على الدول التي تسيطر عليها. إنها تستثمر مقدرات شعوب العالم المظلومة عن طريق ما تبثه من دعايات واسعة تنظمها الصهيونية العالمية. وإنها تمص دماء الشعوب المستضعفة بواسطة أياديها الغامضة والخائنة بشكل رهيب، وكأنه لا حق للحياة في العالم إلا لها ولأزلامها.[3]

وهناك وسائل شيطانية أخرى لهم لايسع المقام لسردها. وخلاصة ما نخرج به من كلام سماحته هو أن مقارعة قوى الإستكبار ومحاربة سلوكياته الشيطانية واجب على كل عزيز نفس ، لأن محاربتهم محاربة للظلم والجور الذي حاربه الله تعالى وأهله  وأمر بمحاربته وأهله ،  وهذا الواجب يقع أولا على عاتق العلماء والمبلغين والدعاة.

___________

المصادر:

[1] صحيفة الإمام، ج20، ص329-340.

[2] صحيفة الإمام، ج19، ص342-343.

[3] صحيفة الإمام، ج13،  ص212.