كيف نقارع الاستكبار؟

إن عقلية قوى الاستكبار لاترعى حقا ولا تقف عند حدود المعقول ، فغريزة الهيمنة واذلال الآخر تسيطر عليه ، ومانراه اليوم من صدامات وخلافات وتشتت بين الدول الإسلامية يسهل بكل تأكيد مخططات الأعداء ، ويساهم في تحقيق أطماعهم الشيطانية الخبيثة ، بل والسيطرة التامة على بلاد المسلمين ونهبها واستضعاف شعوبها. ومن هنا كانت لغة المواجهة ومناهضة العدو والقوى الإستعمارية فكرا وعملا راسخا في مقدمة مبادئ الثورة الإسلامية في إيران ، لأن الثورة انطلقت من نور الإسلام وحقيقة الإسلام الذي يدعو إلى مواجهة المستكبرين والطغاة والظالمين ، وبناء أمة اسلامية موحدة في سبيل ذلك . ومن ذلك قوله تعالى: { اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ }.[1] ، وقوله سبحانه: { اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى }.[2] ، وقوله جل وعلا: { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ...}.[3] وعلى هذه المبادئ الإلهية دائما ما تأتي كلمات القادة في الجمهورية الإسلامية تأكيدا عليها.

سبل مقارعة الاستكبار:

سنستعرض تحت هذا العنوان بعض الأمور التي تحدث عنها سماحة السيد القائد دامت بركاته حول سبل مواجهة قوى الشر وفراعنة زماننا والأمور الكفيلة في تحقيق هذا الهدف في إطار توجيهاته لأبناء الأمة الإسلامية. ومنها:

1. الوحدة والتماسك :

يقول سماحته: "حافظوا على وحدة الصف واحيوا ذكرى الإمام والسابقين الأوائل من رجال الثورة، وكذا ذكرى الشهداء العظام، والذكريات الحماسية للثورة والحرب المفروضة في محيط الحوزات والجامعات وفي ساحات العمل والحياة العامة، فإن أصبح هكذا، فسيتّم بفضل الله في العقود المقبلة بناء صرح حضارة رفيعة في إيران وفي أماكن كثيرة أخرى، وستكون للإسلام والمسلمين عظمة ومكانة وقوة لا تبقى أمامها حقيقة وواقع للاستكبار بل لا يبقى للاستعمار وجود".[4]

2. التحلي بالشجاعة :

يقول دام ظله: "إن الأعداء ليضغطون، وهنالك مصاعب يتحتم تحملها من أجل الاستقلال والمحافظة على الهوية الوطنية وتفادي الخجل أمام التاريخ.. إن مسؤوليتنا ـ أنا وأنتم ـ اليوم في غاية الخطورة، فيجب شق الطريق بعقل وتدبر إلى جانب التوكل على الله والتحلي بالشجاعة وليس الجبن، وأول المهام هو التماسك الداخلي، فلا تَدَعوا هذه الجدالات والسجالات تتحول إلى مواجهة ونزاع وخصام وهذه وصيتي الوحيدة لك".[5]  

3. اليقظة والحذر:

ومن توجيهات الإمام الخامنئي في هذا الإطار قوله : "إن اليقظة والحذر هما من أهم العوامل التي تؤدّي إلى إحباط مخططات الأعداء وفشلها. يقول أمير المؤمنين عليه السلام: " من نام لم يُنم عنه" يعني لابد لنا من الحذر واليقظة في مقابل المؤامرات التي يحيكها العدو الغادر والحاقد".[6]

4. الحفاظ على الإلتزام الديني :

ومن وصاياه في هذا الباب دامت بركاته : "إننا إذا سرنا في صراط الله المستقيم والتزمنا طريق التقوى فإن الإمدادات الغيبية الإلهية سوف تتوالى بالنزول علينا لحظةً بعد أخرى, لان الله سبحانه وتعالى يحب عباده الصالحين والمتقين ويعينهم على قضاء أمورهم".[7]

من خلال هذه الكلمات من سماحته يمكننا أن نستلهم العز والقوة التي يسعى النظام الإسلامي في إيران إلى تشييد جسورها بين الأمة الإسلامية.

____________

الهوامش:

[1] سورة النازعات، اللآية17.  

[2] سورة طه، الآية43.

[3] سورة الأنفال، الآية46.

[4] المناسبة، اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي، الزمان والمكان، 27 جمادى الأولى 1415هـ ـ طهران.

[5] المناسبة، لقاء قائد الثورة الإسلامية مع أعضاء مجلس الشورى الإسلامي، الزمان والمكان، 26 ربيع الأول 1424هـ ـ طهران . 

[6] المناسبة، الاحتفال بيوم الجيش، الزمان والمكان، 2 ذي القعدة 1414هـ ـ طهران . 

[7] المناسبة، الاحتفال بيوم الجيش،الزمان والمكان، 2 ذي القعدة 1414هـ ـ طهران .