-إن الله سبحانه وتعالى "كتب على نفسه الرحمة" رحمة بعبادة، فلابد قد فرض على نفسه أن يفعل ما يوجب ما يقربهم الى الطاعة ويبعدهم من المعصية وهذا هو اللطف.
إن قاعدة اللطف عبارة عن الهداية نحو ما فيه صلاح العباد وزجرهم عما فيه الفساد لئلا يقعوا في المفاسد والمهالك، لأن الله تعالى هو مصدر كل رحمة وهو الذي أوجب على نفسه الرحمة،[1] فهل يمكن أن يقطع رحمته عن العباد بعدم سوقهم الى ما فيه الصلاح وابعادهم الى ما فيه الفساد؟
إن التكاليف الالهية ألطاف من الله تعالى مثل ارسال الرسل، وعليه يتعين الامام بعد خاتم الانبياء، لأن قاعدة اللطف تقتضي أن يكون الخليفة منصوصاً عليه من الله لسد الفراغات الحاصلة بارتحال النبي صلى الله عليه وآله، حتى يُقطع الطريق على المنتهزين الفرص والمشاغبين.
فنصب الامام وتعيينه من الله للأمة بنص من الله سبحانه موجب لحسم مادة النزاع وهذ هو اللطف الذي تقول به الشيعة حيث يقرب العبد الى الطاعة ويبعده من المعصية.
قاعدة اللطف أساس العقيدة
إن قاعدة اللطف هي الأساس لكثير من قضايا العقيدة ومسائلها، والقعل يستحسن ضرورة ذلك. إن الله تعالى لم يجعل للناس حق تعيين النبي ولا ترشيحه وانتخابه، فليس لهم الخيرة[2] في ذلك، والامر كله بيد الله تعالى لأنه أعلم حيث يجعل رسالته،[3] فكذلك نصب الامام، لأن الامامة استدامة للرسالة والنبوة وهذا غير خفي.
إن أحاديث متعددة تدل على أهيمة الامامة وضرورة وجودها في كل زمان، فالحجة لا تقوم لله على خلقه الا بإمام.[4]
وقد أشار الامام علي عليه السلام في خُطبه الى ذلك وهو الذي علّمه رسول الله صلى الله عليه وآله ألف ألف باب، وقد ثبت صحيحا في حقه أنا مدينة العلم وعلي بابها.[5]
أشار عليه السلام الى قاعدة اللطف في نهج البلاغة[6] حيث يصف العرب قبل البعثة، وملخص ما جاء في خُطبه عليه السلام أن الله تعالى هدايته لطف، ودعوة النبي لطف آخر، والتوفيق لطاعة الله تعالى لطف مضاعف، كما أن الثواب عليها لطف فوق جميع ذلك من الله تعالى على العباد.
المصادر:
[1] . سورة الانعام، الآية 12.
[2] . سورة القصص، الآية 65.
[3] . سورة الانعام، الآية 124.
[4] . الكافي، ج1، ص177.
[5] . معجم ابن المقرئ، ص85.وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم - ط العلمية، ج 3، ص 137. قال: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»
[6] . الخطبة الثانية من نهج البلاغة، رقم 27و28..