اتهم ابن تيمية الشيعة في أنهم يقدحون في خيار المسلمين، والحال أنهم يلعنون من آذى مسلماً.
اتهم ابن تيمية الشيعة الامامية بأنهم يعادون خيار المسلمين، قال:"ويقدحون في خيار المسلمين قدحا يعاديهم عليه هؤلاء"[1]
قوله هذا من أعاجيب بهتانه على الشيعة، بجرم أنهم يلعنون من آذى مسلماً بغير حق، أخذاً بما ورد في القران الكريم، فانه هاجم الذين يؤذون المؤمنين ووصف اعمالهم بالبهتان، قال تعالى " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا"[2]
والبهتان من أكبر الذنوب وقد وردت فيه روايات عن أهل البيت عليهم السلام، قال الامام الصادق عليه السلام: إن الله عزوجل يقول: ليأذن بحرب منّي من آذى عبدي المؤمن.[3]
وتلك الأذية تشمل إذاء النبي الذي يعتبر بنص القران إذاء لله تعالى" إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا وأعد لهم عذابا مهينا" وايذا النبي يشمل كل أذية الى ساحته المقدسة في حياته وبعد وفاته لأن النبي شاهد على أعمال أمته بنص القرآن، قال تعالى: " يا أيها النبي إنا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا"[4]
النبي يتأذى بقتلهم المسلمين واهل بيته
وحيث أن النبي شاهد على أعمال أمته الى يوم القيامة، فبالطبع يتأذى من إيذاء أمته بالنسبة الى أهل بيته والمسلمين من أمته، فتشملهم الآية ويجوز لعنهم لأن الله تعالى لعنهم.
إضافة الى أن النبي صلى الله عليه وآله قد أكد أن إيذاء فاطمة عليها السلام إيذاء له في حديث" فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني"[5] وفي صحيح مسلم: " إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها"[6] وفي صحيح البخاري قال:" فمن أغضبها أغضبني"[7] كما قال: من آذى عليا فقد آذاني"[8]
وبعد هذا، فأي خيار المسلمين يتحدث عنهم ابن تيمية، إن كان مراده هؤلاء الذين آذوا أهل بيت الرسول وآذوا المؤمنين وقتلوهم على مر التاريخ، فهذا خلاف ما جاء في كلام الله وسنة رسوله، وليست مخالفة ابن تيمية لله ولرسوله ببعيدة عنه بعد دفاعه المستميت عن هؤلاء المجرمين.
المصادر
[1] . منهاج السنة، ج1، ص 105.
[2] . سورة الاحزاب، الآية 58.
[3] . الكافي ، ج2، ص 350، ح1.
[4] . سورة الفتح، الآية 8.
[5] . المستدرك على الصحيحين، ج3، ص159.
[6] . صحيح مسلم، ج7، ص141.
[7] . صحيح البخاري، ج4، ص210.
[8] . مسند أحمد بن حنبل، ج3، ص483.