يمدح ابن تيمية بعض الصحابة كخالد بن الوليد رغم نفاقهم ومخالفتهم لأمر الله ورسوله في كثير من القضايا التي شهد بها التاريخ والمحدثون.
يجمع ابن تيمية بين المتناقضات في دفاعه عن الصحابة ، ففي خالد بن الوليد يسعى ابن تيمية أن يرفع من شأنه بأن النبي صلى الله عليه وآله كان " يستعمل خالد بن الوليد على الحرب منذ أسلم"[1] وينقل الحديث المكذوب "إن خالدا سيف سله الله على المشركين" ثم يتراجع قليلا لئلا يفتضح أمره في الدفاع عن هذا المنافق بقوله " أحيانا قد كان يعمل ما ينكره النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى إنه مرة رفع يديه إلى السماء وقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد» لما أرسله إلى جذيمة، فقتلهم وأخذ أموالهم"[2] ثم يقوم ابن تيمية بتوجيه قتله المسلمين بأن ما قام به كان "بنوع شبهة"[3]
الصحابة والحقد الدفين في الجاهلية
إن لخالد بن الوليد حقد دفين بالنسبة الى بني جذيمة، لأنهم قد قتلوا عمه الفاكه بن المغيرة أيام الجاهلية[4] وعوفاً أبا عبد الرحمن بن عوف، فلما بعثه النبي صلى الله عليه وآله الى هذه القبيلة - ولم يأمره بقتالهم - أخذته الحمية الشيطانية فغدر بهم وقال لهم: ضعوا اسلحتكم، فان الناس قد أسلموا فوضعوا سلاحهم، فأمر بهم خالد فكتفوا، ثم عرضهم على السيف فقتل منهم خلقا كثيراً.
ولما علم بعض الصحابة نوايا خالد هربوا من الجيش والتحقوا بالنبي صلى الله عليه وآله وأعادوا عليه الخبر، فتبرأ النبي صلى الله عليه وآله من فعل خالد وأرسل علي بن ابي طالب عليه السلام فودى لهم الدماء والاموال.[5]
ما عذر خالد في مخالفة أوامر النبي صلى الله عليه وآله والقوم قد نزعوا سلاحهم وأعلنوا اسلامهم، وما عذره للغدر بهم وقتلهم مكتوفي الايدي صبراً، والاسلام لم يأمر بقتل من لم يقاتل، وعلى فرض أنهم لم يعلنوا اسلامهم، فإن ذلك لا يكون مجوّزا لقتلهم مع عزلهم السلاح عن أنفسهم.
قصة قوم جذيمة كشفت إحدى القضايا الفظيعة التي ارتكبها الصحابة المتسترين بالإسلام، أليس للمسلم الحر أن يدرس التاريخ حول أفعال الصحابة وهل لمسلم أن يسأل أهل السنة لماذا تبررون عمل خالد وظلمه بالنسبة الى بني جذيمة أليس ذلك من أجل أن خالد كان يدافع عن الخلافة الغاصبة؟
المصادر:
[1] . السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية ص19 ط عطاءات العلم
[2] . المصدر، ص 19.
[3] . المصدر، ص 19.
[4] . السيرة النبوية - ت عبد الواحد - من البداية والنهاية، ج 3، ص 593.
[5] . طبقات ابن سعد، ج2، ص148.