سيبقى محفوظا في التاريخ على مر العصور والسنين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرغت أنف أمريكا في التراب وداست على جبروتها المزعوم في ضربة حيدرية لاتخطئ هدفها.
قبل ثلاث سنوات وتحديدا في 8 من سناير لعام 2020 استيقظ العالم على ضربة صاروخية دقيقة موجة ضد قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق ؛ وجهتها قوات الجوفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني انتقاما لعملية الاغتيال الجبانة التي تعرض لها قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ورفاقهما الابرار ما ادت الى استشهادهم .[1] وبدأ العالم يحبس أنفاسه واعلامه يتحدث عن حرب عالمية ثالثة وعن الرد الأمريكي ، واتضح في النهاية أن الأمركان ابتلعوا الضربة مرغمين مع أنها تعد اذلالا للجبروت الأمريكي والغطرسة الأمريكية ، ومرغتأنفهم في التراب. وتعد هذه الضربة أول صفعة موجعة توجه للمستكبر الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية.
لماذا اختيرت قاعدة عين الأسد بالتحديد
يقول قائد قوات الجوفضاء في الحرس الثوري العميد امير علي حاجي زادة في تصريحات له في يوم استهداف قاعدة عين الأسد ان عملية المراقبة التي قام بها الحرس الثوري كشفت بان هناك عددا من القواعد العسكرية لعبت الدور الابرز في اغتيال الشهيد سليماني والشهيد ابومهدي المهندس ، وضمنها قاعدة عين الاسد، وأحد الإسباب في اختيارقاعدة عين الاسد هو اعتبارها أهم معسكر رئيسي والاكبر والاكثر تجهيزا للاميركيين ، وبعدهاعن بغداد مما يجنب خسائر مدنية.
يقول الخبير في الشؤون الدولية السيد مصطفى خوش جشم في وصف اهمية هذه القاعدة بأن عين الاسد هو اهم واكبر مراكز الاسناد الراداري والاستخباري والتجسسي للقوات الاميركية في المنطقة وهي تضم احدث المعدات والانظمة الرادارية واجهزة التنصت واكثرها تطورا ، وهذه القاعدة تقدم الاسناد لكافة القوات الاميركية المنتشرة في الشرق الاوسط.
ولقاعدة عين الأسد عدد من المهام الأخرى بالغة الاهمية فهي اقوى قاعدة اميركية للرادارات في المنطقة ، وهي قاعدة التنصت الاميركية في المنطقة ، وهي ايضا مقر استقرار الطائرات المسيرة الاميركية ، كما انها تشكل مركز التحكم والقيادة العسكرية الاميركية في غرب آسيا.
وقد استهدفت صواريخ الحرس الثوري مقر القيادة ومن ثم مركز مخابئ الطائرات المسيرة الاميركية العديدة ، وبعد ذلك المعدات التجسسية للاميركيين هناك، لكي توجه ضربة هامة للماكينة العسكرية الاميركية كما عبر عن ذلك قائد قوات الجوفضاء للحرس الثوري. [2]
وفي مقابلات اعلامية مع بعض الجنود الأمريكيين الذين كانوا في قاعدة عين الأسد وقت استهدافها على وسائل اعلام أمريكية اعترف هؤلاء الجنود بحالات الرعب والخوف التي مروا بها أثناء الضربة والهروب إلى الملاجئ ، وتحدثوا كذلك عن قوة الضربة ودقتها والدمار الذي حل بالقاعدة ، حتى أن الجنرال فرانك ماكنزي وهو قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي صرح قائلا في برنامج 60دقيقة على محطةCBS الأمريكية: "لقد كان هجوما لم أشهد مثيلا له من قبل"، ثم يسأله الصحفي ماذا تعلمت؟ فيجيب الجنرال قائلا: "أن صواريخهم دقيقة".[3]
ومع كل هذه الإعترافات على قلتها يأتي بعض المنبطحين والخونة والجبناء من هنا وهناك ليُقللوا من وقع الضربة ودوسها على العظمة الوهمية للأمريكي. لكن هذه الأصوات لم تتكلم بما تكلمت به إلا بدافع الحقد والبغض والعنصرية والطائفية المقيتة. إلا أن التاريخ سيُجل بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية صفعت أمريكا صفعة لايجرؤ غيرها على التفكير فيها فضلا عن فعلها ، وهذا درس في عزة النفس والإباء والإرادة والشجاعة.
_____________
المصادر:
[1] https://www.alalam.ir/news/6501258