-اصطلاح أهل الكتاب يشمل اليهود والنصارى قبل الاسلام، هؤلاء وإن اختلفوا في أمور كثيرة لكن بظهور الاسلام اتحدوا لمحاربته.
إهانة المقدسات: لقد تصدى اليهود والنصارى للإسلام في فترات مختلفة، بدأت أولاها بظهور الاسلام عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وآله الى المدينة، واستمرت محاولاتهم حتى بعد رحلة الرسول وحدوث حروب الردة التي لعب فيها اليهود والنصارى دورا اساسيا.
إن عداوة النصارى في ذلك الحين كانت أقل من عداء اليهود وقد أشار القرآن الكريم الى هذه الحالة قال تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِینَ آمَنُوا الْیهُودَ وَالَّذِینَ أَشْرَکُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ قالُوا إِنّا نَصارَی.[1]
أما اليهود في تلك الحقبة، فإنهم كانوا يتظاهرون بأن لهم المرجعية الدينية والفكرية والعقائدية، لكن في الوقت نفسه كان يصر أتباعُ الديانتين على أحقية دينهم ولم يكونوا على استعداد لتقبل دين جديد.
كان لأهل الكتاب طرق مختلفة لمواجهة الاسلام والمسلمين، منها اصرارهم على متابعة النبي لهم، قال تعالى "َلَن تَرْضَی عَنکَ الْیهُودُ وَلَا النَّصارَی حَتَّی تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ.[2] ومنها كتمان الحق، قال تعالى"ِنَّ الَّذِینَ یکْتُمُونَ ما أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْکِتابِ وَیشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً أُولَئِکَ ما یأْکُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ إِلَّا النّارَ "[3]
ومنها التآمر على المسلمين وذلك بأن يعتنقوا الاسلام في أول النهار ثم يعودون الى الكفر في آخره بهدف إضعاف عقيدة المسلمين. قال تعالى "وَقالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْکِتابِ آمِنُوا بِالَّذِی أُنزِلَ عَلَی الَّذِینَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاکْفُرُواآخِرَهُ لَعَلَّهُمْ یرْجِعُونَ.[4]
استمرار إهانة المقدسات
واستمرت مؤامرات أهل الكتاب ضد الاسلام الى ما بعد انتهاء الحروب الصليبية، فهذا فولتر الفيلسوف والكتاب الفرنسي الشهير، لم يمتنع من إهانة النبي الكريم لدرجة أنه نظم مسرحية بعنوان" محمد أم التحيز" عرض فيها انواع القذف والتهم ضد نبي الاسلام صلى الله عليه وآله. ولما كان قصده من هذه المسرحية المنحازة إهانة نبي الاسلام صلى الله عليه وآله ، فقد أعرب عن أسفه لهذه الإهانة وقال: لقد أسأت الى محمد كثيرا.[5]
ثم وصل الدور الى سلمان رشدي فألف كتابه الآيات الشيطانية بدعم وتشجيع من الغرب، وكان القصد من ذلك ترويج إهانة مقدسات المسلمين لتكون أمرا عاديا، الا أن فتوى الامام الخميني قدس سره، قطعت الطريق على هذه المؤامرة وأظهرت قوة الاسلام حتى لايجرؤ أحد على إهانة المسلمين ومقدساتهم.
المصادر
[1] . سورة المائدة، الآية 82.
[2] . سورة البقرة، الآية 120.
[3] . سورة البقرة، الآية 174.
[4] . سورة آل عمران، الآية 72.
[5] . اسلام از نظر ولتر، به نقل از کلّیات آثار ولتر، ج 1، ص 83. (بالفارسية)