الإمامة من أركان الإيمان

ركنية الإمامة في حديث الثقلين: إن حصر ابن تيمية القول بركنية الإمامة بأهل الجهل والبهتان من أعظم جسارته على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله.

وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وآله بيّن ركنية الامامة للإيمان عن الله تعالى بخبر الثقلين، الذي هو من أصح الأحاديث النبوية وأشهرها ذيوعا بين المسلمين، وقد نقله ابن حجر في صواعقه، وروي عن بضع وعشرين صحابياً.[1]

معنى حديث الثقلين

وتوضيح ذلك أن حديث الثقلين جاء في ضمن قضية شرطية، ببيان أن المتابع لهما لن يضل، ولازمه أن غير المتابع وغير المعتصم بهما ضال، فإذا كانت الإمامة ليست ركناً لتحقق إيمان الناس، لَمَا ضل عن الهدى من لم يعتصم بهما.

لأن ظاهر الحديث يبين أن سبيل الهداية منحصر في الكتاب وأهل البيت عليهم السلام، ولا تكون الأمة مصونة عن الضلالة الا إذا تمسكت بهما، فظهور الحديث في الحصر بمثابة التصريح من رسول الله صلى الله عليه وآله بأن الهداية تتحقق بهما لا غير.

فقد أخرج الطبراني عن زيد بن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:

"إني لكم فرط، وإنكم واردون عليّ الحوض، عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى، فيه ‌عدد ‌الكواكب من قدحان الذهب والفضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين؟ فقام رجل، فقال: يا رسول الله وما الثقلان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأكبر كتاب الله، سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به لن تزالوا، ولن تضلوا، والأصغر عترتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وسألت لهما ذاك ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تعلموهما؛ فإنهما أعلم منكم"[2]

وحديث السفينة يشهد لحديث الثقلين، وشراح القوم وأقوالهم تعترف بدلالة الحديث على ما تذهب اليه الشيعة الإمامية.

قال السمهودي: محصله الحث على التعلق بحبهم وإعظامهم شكرا لنعمة مشرفهم صلى الله عليه وآله والأخذ بهدي علماءهم ومحاسن أخلاقهم وشيمهم، فمن أخذ بذلك نجا من ظلمات المخالفة، وأدى شكر النعمة الوافرة، ومن تخلف عنه غرق في بحار الكفران ديار الطغيان، فاستوجب النيران.[3]

المصادر

[1] . الصواعق، ص136. وفيض القدير، ج3، ص20.

[2] . المعجم الكبير للطبراني، ج 3، ص 66.

[3] . جواهر العقدين، ج1، ص126.