فتوى إهدار دم سلمان رشدي

في مثل هذا اليوم الـ14 من فبراير من عام 1989 أصدر قائد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني قدس سره فتوى تقول بهدر دم سلمان رشدي باعتباره مرتدا عن الإسلام بعدما ألف كتابا شيطانيا سماه "آيات شيطانية" ، وقال في فتواه رضوان الله تعالى عليه التي نقلها راديو طهران "إنني أبلغ جميع المسلمين في العالم بأن مؤلف الكتاب المعنون "آيات شيطانية" الذي ألف وطبع ونشر ضد الإسلام والنبي والقرآن ، وكذلك ناشري الكتاب الواعين بمحتوياته قد حكموا بالموت ، وعلى جميع المسلمين تنفيذ ذلك أينما وجدوهم ؛ كي لا يجرؤ أحد بعد ذلك على إهانة الإسلام، ومن يُقتل في هذا الطريق فهو شهيد".[1] وقد لاقت الفتوى ترحيبا من العالم الإسلامي، وانتقادات غربية غبية لاقيمة لها.

ولاشك أن فتوى الإمام الخميني قدس سره ضد سلمان رشدي الملعون لم تأت جزافا هكذا دون أصل شرعي كيف لا وهو العالم العظيم القدير والنحرير ، ولاشك أيضا أن سلمان رشدي المخذول انطبق عليه أحد أنواع حكم الإرتداد المبحوث عنه في أحكام الشريعة الغراء ؛ وهو الإرتداد عن فطرة الذي حكمه أن يُحدّ صاحبه قتلا مادام ذكرا وتقسم أمواله على ورثته وينفسخ عقد نكاحه بزوجته فتبين منه ، ولاتقبل توبته ، وعلى هذا الأساس الشرعي المتين المُبيّن في شريعتنا جاءت فتواه رضوان الله تعالى علیه.[2]

من هو سلمان رشدي ؟

سلمان رشدي روائي وكاتب بريطاني من أصول هندية ، ولد لعائلة مسلمة تنحدر من أصول كشميرية لكنه اختار طريق الإلحاد حتى وصف نفسه أنه ملحد متششد ومسلم ساقط ، فكان من نتاج عمله الخبيث أن أصدر روايته المشؤومة المعروفة بــ"آيات شيطانية" المسيئة للإسلام وللرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وللقرآن الكريم ، ليعيش بعدها متخفيا بين المدن الغربية المختلفة قبل أن يلقى مصرعه في الـ14 من أغسطس عام2022 إثر طعنات في الرقبة والبطن على يد شاب اسمه هادي مطر يبلغ من العمر 24 عاما خلال ندوة في منطقة تشوتاكوا بولاية نيويورك الأمريكية في مسرح مفتوح.

آيات شيطانية

مما زعمه المؤلف النذل لعنه الله في كتابه الشيطاني ذاك الذي أصدره في الـ16  من سبتمبر عام 1988 أن مصطلح الآيات الشيطانية مقصود بها "آيات تم حذفها من القرآن الكريم كانت تتضمن دعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للأصنام ثم تم اسبدالها بآيات أخرى تتماشى مع مبدأ التوحيد الذي يقوم عليه الإسلام" ، وهو كلام أساسه أسطورة الغرانيق التي وردت في مصادر سنية عديدة والتي يحكي خبرها أن النبي صلى الله عليه وآله بينما هو يقرأ قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى}[3] تلا آيات تتحدّث عن شفاعة الأصنام وهي: ( تِلْكَ الْغَرانيقُ الْعُلى وَإنّ شَفاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجى )، فنزل جبرائيل عليه السلام وأخبره بأنها كانت وساوس شيطانية.[4]

لكن كثيرا من علماء الشيعة والسنة أنكروا مثل هذه القصص والأساطير التي حكتها تلك المصادر والكتب السنية.

___________

المصادر:

[1] https://www.irdc.ir/ar/news/265

[2] تحرير الأحكام ، ج‌5 ، ص56.

[3] سورة النجم ، الآيات 19-20.

[4] الصحيح من سيرة النبي الأعظم ، ج3 ، ص137 - 138.