-تتمثل الهداية الالهية بارسال الرسل وإنزال الكتب السماوية والانسان بحاجة الى هدى الله تعالى.
إن الهداية الالهية مثل سفينة يركبها أهل التقوى لتوصلهم الى السعادة والفلاح، فقوله تعالى " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين"[1] يفهم منه أن القانون الوحيد القادرعلى انقاذ البشرية هو قانون الهداية الالهية، لأن علم البشر مهما قُدر له من التكامل يبقى محفوفاً بالجهل والشك والتصور من جهات مختلفة، ومع وجود هذا النقص في العلم فلا يمكن ان يكون سببا للهداية.
لقد جاءت الرسل بالبينات والزبر وتواصلت حلقات النبوة الى أن بعث الله سبحانه نبي الاسلام صلى الله عليه وآله بالنبوة وأنزل عليه القرآن الكريم، وأتم نعمته بأهل بيته عليهم السلام ورضي بهم خلفاء من بعده واصطفاهم لتكميل العباد والارشاد الى الصلاح وعصمهم.
فصار أهل البيت عليهم السلام هم الخلفاء في الارض بعد خاتم الانبياء، ولولاهم ما عُرف الله وما عُبد، قال تعالى" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله"[2]
وفي الحديث والكتاب دلائل وشواهد على أن المراد من "اصطفينا من عبادنا" هم العترة الطاهرة عليهم السلام. ومن تلك الشواهد قوله تعالى " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"[3]
فقد دلت هذه الآية الكريمة على أن اهل البيت عليهم السلام هم المطهرون من الرجس ولبداهة أن المصطفين هم المطهرون، فأهل البيت عليهم السلام هم المصطفون المطهرون دون غيرهم.
ومن تلك الشواهد قوله تعالى" تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وأنفسكم"[4] فالذين اختارهم الله تعالى في هذه الآية للمباهلة هم الذين اصطفاهم وعناهم في قوله تعالى " ثم أورثنا الذين اصطفينا من عبادنا" ولا شك في أن المراد من " أنفسنا" في آية المباهلة هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
والشواهد من الروايات قول الرسول صلى الله عليه وآله " إني مخلف فييكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض"[5]
الهداية الإلهية في ضمنها هداية أهل البيت
وبناء على هذا فالآيات والروايات بيّنت أن الهداية منحصرة في هدى الله تعالى، وخلافة أهل البيت عليهم السلام مطوية فيها لأنهم الهداة المهديون الذين اصطفاهم الله من خلقه وأيدهم بالوحي والعصمة وجعلهم أئمة يهدون بأمر الله.
المصادر
[1] . سورة البقرة، الآية 1.
[2] . سورة فاطر، الآية 32.
[3] . سورة الاحزاب، الآية 33.
[4] . سورة آل عمران، الآية 61.
[5] . عبقات الانوار، ج1، ص396.