تلازم حديث البيعة مع عدالة الإمام

مصداق الامام في الروايات: لقد تواتر حديث " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" في مسانيد ومجاميع أهل السنة والشيعة، فقد رواه مسلم[1] والطيالسي،[2] ورواه الذهبي وصححه على شرط الشيخين رغم تشدّد الذهبي في تصحيح أحاديث المستدرك.[3]

وروى الحديث ثقاة المحدثين من الإمامية، ففي رواية البرقي في المحاسن بسند معتبر عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: (أن الأرض لا تصلح إلاّ بإمام. ومن مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية).[4]

مصداق الامام في الروايات

وروايات البيعة تدل على حقائق، منها أن الارض لا تصلح الا بإمام ولابد من أن يعرف الانسان إمام زمانه، ولابد من طاعة ذلك الامام ولا يجوز الخروج عن طاعته، ومن مات دون بيعة ذلك الامام مات ميتة جاهلية.

إن هذه الحقائق تثبت جميعا أن سنّة الله تعالى قد اقتضت وجود إمام عدل في كل زمان، قد فرض الله طاعته على الناس، ولم يأذن بالخروج عن طاعته فهي حكم شرعي يستبطن تقريراً لسنة إلهية. وهي وجود إمام في كل زمان، وإلاّ فكيف يطلب الله تعالى من الإنسان أن لا يموت إلاّ وهو في طاعة إمام زمانه، وعلى عهدته البيعة له.

وبناء على هذه السنة الالهية المفروضة من الله تعالى، يخرج الحكام الظلمة وأئمة الكفر والذين يحاربون الله ورسوله عن أن يكونوا مصداقاً للإمام الذي يفرض الله على الناس معرفته وطاعته في كل زمان، وذلك لأن الله تعالى قد نهى عن التبعية لهم، فقال تعالى: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار"[5] وقال تعالى"ويريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به" [6]

وعليه فتفسير الامامية لهذه الروايات بأن مصداقها هم أئمة أهل البيت عليهم السلام وآخرهم الامام المهدي عليه السلام هو الصحيح، وأي تفسير آخر لا يصح الا مع فرض وجوب الطاعة لكل بر وفاجر وهو مناف لما ورد في الآيات والروايات. 

المصادر

[1] . صحيح مسلم، ج 6، ص 22 ط التركية.

[2] . مسند أبي داود الطيالسي، ج 3، ص 425.

[3] . تلخيص المستدرك،ج 1، ص 77.

[4] . المحاسن للبرقي ص 153 - 154، بحار الأنوار، ج 23، ص 76.

[5] . سورة هود، الآية 133.

[6] . سورة الكهف، الآية 28.