-وجود الحجة في كل زمان من عقائد الشيعة الامامية فانهم استنادا على الروايات المتواتره، يعتقدون بأن الارض لا تخلو من حجة.
الامام الحجة : روى الكليني في الكافي عن اسحق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام، قال سمعته يقول إنّ الأرض لا تخلو إلاّ وفيها إمام. "[1]
وروى الشريف الرضي عن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة ماله علاقة بهذا الموضوع. قال عليه السلام: "لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهراً مشهوراً، وإما خائفاً مغموراً، لئلا تبطل حجج الله وبيناته".[2]
وأشار النيسابوري نجم الدين (ت 550) الى وجود الحجة عند تفسير قوله تعالى "ما أنذر آباؤهم"[3] قال: يجوز ما نافية، ويجوز بمعنى «الذي» أي: لتخوفنهم الذي خوف آباؤهم لأن الأرض لا تخلو من حجة.[4]
الامام الحجة
هذه الروايات صريحة في ضرورة وجود الإمام في كل زمان، ولا تفسير لهذه الروايات بغير ما تعرفه الشيعة الأمامية وتعتقده من وجود الإمام وحياته وغيبته، وإذا أسقطنا هذا الأمر من الاعتبار فلا نجد تفسيراً لهذه الروايات، البتّة، وهي كثيرة، بالغة حدّ التواتر.
كما أن حديث الاثني عشر المروي في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله "لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، كلهم من قريش"[5] ليس المراد منه أئمة الجور من أمثال معاوية ويزيد والوليد والمتوكل واضرابهم.
فالجمع بين الاحاديث الواردة عن النبي وأهل بيته عليهم السلام، لا يكون بغير الأئمة الاثنى عشر المعروفين عند الشيعة الإمامية الاثنى عشرية، وآخرهم الامام المهدي المنتظر عليه السلام.
ولا يلتفت الى أمثال السيوطي الذي سعى في ترتيب مصاديق حديث الاثني عشر أميرا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، لاطمئنان القلب إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يرد غير الأئمة الاثنى عشر من أهل بيته عليهم السلام. ولقد أحسن محمود أبو ريه في التعليق على التوجيه الذي وجّه به السيوطي هذه الرواية، فقال عنه: "ورحم الله من قال عن السيوطي انه حاطب ليل."[6]
المصادر:
[1] . أصول الكافي، ج 1، ص 178.
[2] . نهج البلاغة ، ج ٤ ، ص ٣٧.
[3] . سورة يس، الآية 6.
[4] . إيجاز البيان عن معاني القرآن، ج 2، ص 686.
[5] . صحيح مسلم، ج 6، ص 3 ط التركية.
[6] . أضواء على السنة المحمدية، ص 235.