حجة الله على الأرض أكمل الخلق

أهمية الإمامة : أفادت بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى " أفمن يهدي الى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدّي الا ان يُهدى فما لكم كيف تحكمون"[1] وقوله تعالى" هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"[2] بأن حجة الله لابد أن يمتلك جميع الصفات الحسنة التي يمتلكها الانبياء والمرسلون، لأن النبي والامام يغذيان الانسان بالعلم والبيان ويهديان الناس الى الحق المبين، والمستفاد من الآيتين السابقتين أن المراد من الهداية ليس هو إراءة الطريق فقط، بل الايصال الى المقصود، وهذا يتم عن طريق الحكمة وإعطاء الدروس المتنوعة واظهار الآيات والمعجزات. ولا تجد عاقلا يقبل أن يمتثل أوامر من كان يفسق طول وقته بارتكاب انواع الفواحش، تقربا الى الله تعالى.

ضرورة الإمامة

ولهذا تعد الإمامة نيابة عن النبي ومن أصول العقيدة لأن الإمامة استمرار لوظائف الرسالة، والعلة التي توجب ارسال الرسل هي نفسها توجب نصب الامام بعد الرسول.

فالحاجة الى الإمامة في كل عصر وزمان ضرورية ليقوم الامام بدور المحافظة على الدين والشريعة والاحكام وسد فراغٍ يحدثه غياب النبي صلى الله عليه وآله، ليحول دون ارتداد الناس عن الاسلام، فثقل هذه المهمة تتطلب أن يكون الامام معصوما، واذا جازت عليه المعصية انتفت الفوائد المترتبة على وجوده واحتاج الى امام يرشده، ولو احتاج الى امام رجع الكلام فيه كالكلام في الامام الاول، وأدّى الى وجود أئمة لا نهاية لهم، او ينتهي الى إمام معصوم وهو المطلوب.

واذا ثبتت ضرورة الحاجة الى الامام وعصمته، كانت إطاعته واجبة كإطاعة النبي صلى الله عليه وآله وكإطاعة الله تعالى، وذلك للروايات الواردة كقوله صلى الله عليه وآله" من أطاع عليا فقد أطاعني و من عصى عليا فقد عصاني"[3] و حديث " يا علي حربك حربي وسلمك سلمي"[4] وقد وافقت مقالة بعض الاشاعرة كالقاضي البيضاوي مقالة الامامية في ان الإمامة من اصول الدين وان مخالفته توجب الكفر والبدعة.[5]

المصادر

[1] . سورة يونس، الآية 35.

[2] . سورة الزمر، الآية 9.

[3] . المستدرك على الصحيحين ،ج3، ص121 و128.

[4] . شرح نهج البلاغة للمعتزلي، ج20، ص221.

[5] . احقاق الحق، ج2، ص307.