التحريف في صحيح مسلم

انكر ابن تيمية على العلامة الحلي نقل الحديث " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية" وقال: "هذا الحديث بهذا اللفظ لا يعرف، إنما الحديث المعروف مثل ما روى مسلم في صحيحه ... من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.[1]

ولم يكتف ابن تيمية بالانكار بل حرّف الحديث، الى ولاة الامور فقال: "فعلم أن هذا الحديث دل على ما دل عليه سائر الأحاديث الآتية من أنه لا يخرج على ولاة أمور المسلمين بالسيف، وأن من لم يكن مطيعا لولاة الأمور مات ميتة جاهلية"[2]

فهل يعقل من ابن تيمية أنه عثر في صحيح مسلم على عدة أحاديث في هذا الموضوع، ولم يعثر على الحديث الذي نقله العلامة الحلي والحال أن معاصر ابن تيمية وهو محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي الوفاء المتوفى سنة 775 نقل الحديث، في كتابه الجواهر المضيئة، عن صحيح مسلم فقال: "وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام فى صَحِيح مُسلم من مَاتَ وَلم يعرف إِمَام زَمَانه مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة"[3]

الوهابية تحذف الحديث

ثم الأدهى من ذلك ما فعلته الوهابية بهذا الحديث، إنها عمدت اليه فحذفته من صحيح مسلم في جميع طبعاته، كما حذفت الحديث من كتاب الجواهر المضيئة المطبوع بالقاهرة وبالهند.

هذا وهم يدعون كذبا وزوراً أنهم أهل السنة والجماعة، وعملا إما ينكرون سنة رسول الله صلى الله عليه وآله أويحذفونها من تصانيف أهل السنة متى ما وجدوا الحديث، لا يلائم أهواءهم. وكتاب الله يناديهم " مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا"[4] فلم يستجيبوا لرسول الله أبدا، والله سبحانه وتعالى يخاطب رسوله الكريم ويقول: "فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"[5]

المصادر

[1] . منهاج السنة، ج1، ص 110.

[2] . منهاج السنة، ج 1، ص 111.

[3] . الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية، الناشر، مير محمد كتب خانه - كراتشي، ج2، ص 457.

[4] . سورة الحشر، الآية 7.

[5] . سورة القصص، الآية 50.