في جواز لعن يزيد

لا يرتاب أحد في جواز لعن يزيد الذي خرج لقتل الحسين عليه السلام وأهل بيته الكرام، إنه احتفل بقتل سبط الرسول وعقد مجلسا دعا فيه كبار اليهود والنصارى وجعل رأس السبط أمامه يضرب ثناياه، فاعترض عليه الصحابي ابوبرزة الاسلمي وقال له إرفع قضيبك فوالله لطالما رأيت رسول الله يقبل ثناياه.[1]

إن يزيد من أبرز مصاديق الستة الذين لعنهم الله وكل نبي مجاب في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب، المكذب بقدر الله، والمستحل بحرم الله، والمتسلط بالجبروت ويذل من أعز الله ويعز من أذل الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله"[2] قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد ولا اعرف له علة ولم يخرجاه.

وعلة عدم إخراج مسلم والبخاري له معلومة للجميع، لأن كل حديث ورد فيه أدنى إشارة الى كفر وفساد بني أمية، لم يخرجاه.

يزيد مستحل للحرام

على أي حال قال المناوي في شرح قوله صلى الله عليه وآله" والمستحل من عترتي ما حرم الله" قال: يعني من فعل بأقاربي مالا يجوز فعله من إيذاءهم أو ترك تعظيمهم"[3] وقال الآلوسي: لا توقف في لعن يزيد لكثرة أوصافه الخبيثة وارتكابه الكبائر في جميع أيام تكليفه، ويكفي ما فعله أيام استيلاءه بأهل المدينة ومكة ... والطامة الكبرى ما فعله بأهل البيت ورضاه بقتل الحسين على جده وعليه الصلاة والسلام.[4]

إن فسق يزيد وشهرته مسلّم للجميع ومع ذلك يأتي من يدافع عنه ويقول: "ولا يجوز لعن يزيد ولا تكفيره فإنه من جملة المؤمنين وأمره إلى مشيئة الله"[5]

وتقول الوهابية: "وهناك طائفة من أهل السنة يجيزون ‌لعن ‌يزيد، وطائفة يقولون: لا يلعن، والذين قالوا: لا يلعن هم الجمهور، وهذا هو الصواب"[6]

المصادر:

[1] . الرد على المتعصب العنيد، ص47-48.

[2] . المستدرك على الصحيحين، ج1،ص36.

[3] . فيض القدير شرح الجامع الصغير، ج4، ص121و127.

[4] . تفسير الآلوسي، ج26،ص73.

[5] . الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، ج 2، ص 639.

[6] . شرح الوصية الكبرى لابن تيمية - الراجحي، 10/ 12 بترقيم الشاملة آليا