الروايات المهدوية في كتب القوم

قال المشككون إن الروايات الواردة في الامام المهدي عليه السلام ضعيفة ومختلقة، ولا يُعلم وجه ما قالوه فهل اختلط عليهم االفرق بين الضعيف والموضوع أم هما عندهم سواء ؟ ثم لماذا هذا الخلط المقصود بين مسألة وجود الإمام الحجة الثابتة بالطرق الصحيحة وبين بعض الروايات الناقلة لحدث الولادة ؟

روايات المهدي في كتب القوم

والعجب من هؤلاء جميعا جرءتهم المفضوحة، إذ إن روايات المهدي علي السلام لم تقتصر على كتب الشيعة، ولم ترد عن طرقهم فقط ، وإنما روتها الصحاح والمسانيد والجوامع الحديثية المعتبرة كصحيح أبي داود،[1]والتاريخ الكبير للبخاري،[2] ومسند أحمد بن حنبل،[3] وجامع الطبراني،[4] وجمعها السيوطي في العرف الوردي[5] من عدة طرق، وحكى تواترها البرزنجي في الإشاعة ، حيث قال: "واعلم؛ أن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر"[6]  

وكذا الشوكاني في التوضيح حيث قال: "الأحاديثُ الوارِدةُ في الْمَهديِّ الَّتي أمكَنَ الوُقوفُ عليها مِنها خَمسونَ حَديثًا؛ فيها الصَّحيحُ، والحَسَنُ، والضَّعيفُ الْمُنجَبِرُ، وهيَ مُتَواتِرةٌ بلا شَكٍّ ولا شُبهةٍ"،[7]  ونقل ذلك أخيرا الشيخ منصور علي ناصف في غاية المأمول.[8]

ومن هذا ظهر جهل المشككين وأنهم كيف رموا ما صح وتواتر عن المهدي عليه السلام عند جمهور المسلمين من السنة والشيعة بالوضع والاختلاق ! وعليه فلا يصح بعد ذلك شئ مما تناقله الرواة من حوادث التاريخ، وأسماء الأعلام ، وآراء المذاهب المختلفة .

المصادر:

[1] . نقله مشكاة المصابيح للألباني ،ج 3، ص 1501.

[2] . التاريخ الكبير للبخاري، ج 1، ص 747و ج 4، ص 266 ت الدباسي والنحال.

[3] . مسند أحمد،ج 2، ص 74 ط الرسالة

[4] . المعجم الكبير للطبراني، ج 18، ص 51، وج 23، ص267.

[5] . الحاوي للفتاوي، ج 1، ص 453. و ج2، ص 69-70.

[6] . الإشاعة لأشراط الساعة، ص175.

[7] . نقلا عن الإذاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة، ص 150.

[8] . غاية المأمول شرح التاج الجامع للأصول، ج 5، ص360.