-بذلوا جهدهم لنفي وجود الامام المهدي عليه السلام بإيهام وجود اختلاف بين الشيعة أدى الى انقسامهم الى سبعة عشر فرقة.
فرقة الشيعة : أوهموا حدوث اختلاف بين الشيعة بعد وفاة الامام الحسن العسكري عليه السلام، واستنتجوا من ذلك عدم وجود الامام المهدي عليه السلام.
مع أن الاختلاف حول موضوع أو قضية أو شخص لا يستلزم العدم، إذ لو جرينا على هذا المنطق، لم تبقَ عقيدة، ولا يثبت دين، ولا استقام شأن من الشؤون، فالاختلاف قائم دائماً في العقائد، وفي التواريخ، وفي الشخصيات، وفي الحوادث الواقعة، وفي الفروع، وفي سائر الأمور.
حديث "تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة "
وقد تفرق أبناء الفرقة الواحدة إلى فرق وطوائف واتجاهات وآراء كما حدث عند المعتزلة والخوارج والأشاعرة وغيرهم.
ثم كيف يتم توجيه الرواية المشهورة وهي قوله صلى الله عليه وآله وسلم "... وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ".[1]
وما هي الفرق التي انقسم إليها الشيعة بعد وفاة الإمام العسكري؟ وما زعماء ورجال هذه الفرق المزعومة؟
إن الشهرستاني في الملل والنحل اكتفى بالادعاء ولم يجب على السؤال المطروح حيث قال: " وأما الذين قالوا بإمامة الحسن - العسكري - فافترقوا بعد موته إحدى عشرة فرقة، وليست لهم ألقاب مشهورة، ولكنا نذكر أقاويلهم".[2]
إذن الشهرستاني لا يعرف أسماءهم ولا رجالهم، وهم فقط حسب زعمه إحدى عشرة فرقة، ثم جاء بعده المقلدون الكذابون من أمثال إحسان إلهي و زادوا عدد الفرق من دون ذكر اسم ولا رسم، حتى أوصلها بعضهم إلى سبع عشرة فرقة ! ! وأنى لهم بمعرفتها وهي من مختلقاتهم ؟ ولذا لم يذكر أحد منهم زعيما أو رجلا معروفا في التاريخ من هذه السبع عشرة فرقة، بل لا يشير إلى مكان أو زمان وجودهم.
وعقّب السيد شرف الدين على فرية الشهرستاني بقوله: " وليته أسند شيئا من الأقاويل التي نقلها عن تلك الفرق إلى كتاب يتلى أو شخص خلقه الله تعالى! وليته أخبرنا عن بلاد واحدة من تلك الفرق أو زمانها أو اسمها! فبالله عليك، هل سمعت بفرق متخاصمة، ونحل آراؤها متعاركة لا يعرف لهم في الأحياء والأموات رجل ولا امرأة؟! ولا يوجد في الخارج لهم مسمى ولا اسم "[3]
المصادر
[1] . سنن ابن ماجة، ج 2، ص 1321 كتاب الفتن.
[2] . الملل والنحل،ج 1، ص 151 و 152.
[3] . الفصول المهمة في تأليف الأمة، ص169.