حقيقة حال ابن عمر

أوجب ابن عمر طاعة يزيد بعد أن استماله معاوية بمأة الف درهم، وقد خذل عليا عليه السلام فلم يحارب معه أهل الجمل وصفين وندم لما حضره الموت.

قال ابن الاثير: لم يقاتل عبد الله بن عمر في شئ من الفتن ولم يشهد مع علي شيئاً من حروبه حين أشكلت عليه، ثم بعد ذلك يندم على ترك القتال معه، قال: حدثنا عبد الله بن حبيب أخبرني أبي قال: قال ابن عمر حين حضره الموت، ما أجد في نفسي من الدنيا الا أني لم أقاتل الفئة الباغية.[1]

وقال ابن عبد البر: صح عن عبد الله بن عمر من وجوه شتى أنه قال: ما آسى على شئ الا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي رضي الله عنه.[2]

ابن عمر باع دينه

لقد شهد ابن عمر على نفسه بأنه باع دينه بثمن بخس،[3] والقوم يمدحونه بما ليس فيه، وابن تيمية يصفه بقوله "أتبع الناس للسنة "[4] ويقول فيه طاووس: "ما رأيت رجلا ‌أورع ‌من ‌ابن ‌عمر"[5]

لقد باع ابن عمر دينه، فلم يبايع الامام علياً عليه السلام، لكنه أسرع الى بيعة يزيد بن معاوية، فقد أخرج البخاري في صحيحه بأن عبد الله بن عمر جمع ولده وحشمه ومواليه عندما خلع أهل المدينة يزيد عن الخلافة فقال لهم: إنّا بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله."[6]

ايضاً جاء ‌عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية، فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن ‌وسادة، فقال: إني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"[7]

فإذا كان ابن عمر نفسه يندم عند الموت بما قدمت يداه من بيعة الظالمين وتحريف سنة الرسول وخذلان أمير المؤمنين عليه السلام، فهل تفيده مدائح المادحين؟

المصادر:

[1] . أسد الغابة، ج2، ص229-228.

[2] . الاستيعاب،ج1، ص77.

[3] . الطبقات لابن سعد،ج4، ص182.

[4] . شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - كتاب الحج 1/ 587

[5] . مسند أحمد، ج 8، ص 9 ط الرسالة.

[6] . صحيح البخاري، ج8، ص99.

[7] . صحيح مسلم، ج 6، ص 22 ط التركية.