العلاقات السعودية الإيرانية

لقد لعب الغرب دائما في منطقة الشرق الأوسط دور مثير الفتنة والتناحر وبث الخلافات بين بلدانه وشعوبه خاصة بين السعودية وإيران ، ولعل اللاعب الأكثر خبثا في هذا المسار الهدام هي الولايات المتحدة الأمريكية ، التي صورت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكل شعوب المنطقة على أنها الخطر الأكبر عليها والشر المستطير الذي يجب الحذر منه. وهذه السياسة الأمريكية الخبيثة لم تنتهجها إلا من أجل صنع موطئ قدم للكيان الصهيوني ليتم قبوله بين العالم الإسلامي وفي منطقة الشرق الأوسط تحديدا ؛ رغم الجرائم التي يرتكبها يوميا في فلسطين وكل مكان تطاله آلته الدموية. 

والشيء المؤسف أن حكام دول المنطقة وعلى رأسهم السعودية ركبوا موجة الأمريكي الشيطانية عن قصد واصرار من أجل الحفاظ على عروشهم وكراسيهم ، لتدخل تلك الدول في حالة من الصراع والتواطئ على الجمهورية الإسلامية مع سيدهم الأمريكي ، وهذا ما دفع بالعلاقات بين إيران ودول الخليج الفارسي - ومن يدور في فلكهم من باقي الأنظمة الباقية الفاشلة في منظومتنا العربية - أن تأخذ منحى من التصعيد والتهديد والوعيد وعدم الإستقرار.

السعودية وإيران

لعل تاريخ العاشر من مارس لعام 2023 سيبقى محفورا في ذهن مسار العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية ، ففي هذا التاريخ أعلنت كل من السعودية وإيران توقيع اتفاق يمهد لعودة العلاقة بين البلدين في العاصمة الصينية "بيجين" بعد انقطاع دام ثمان سنوات ، وقد رحب العالم أجمع بهذا الإعلان باستثناء الكيان الصهيوني وأمريكا للأسباب المعروفة التي تقوم على أساس نشر الفرقة والشيطنة وتعزيز الخلاف بين المسلمين.[1]

ولقد شكل الإتفاق السعودي الإيراني الجديد في عودة العلاقات بينهما ضربة قاصمة للحلم الصهيوأمريكي الخبيث وهذا ما برز جليا من ردود الفعل التي خرجت من الكيان الغاصب والإدارة الأمريكية ، حيث وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إعادة العلاقات بين السعودية وإيران بأنها "فشل ذريع وخطير للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية" التي يتزعمها حاليا بنيامين نتنياهو.

وفي السياق ذاته قال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، نفتالي بينيت، إن "تجديد العلاقات بين السعودية وإيران، هو تطور خطير بالنسبة لإسرائيل وانتصار سياسي بالنسبة لإيران".

واعتبر أن استئناف العلاقات الإيرانية السعودية يشكل "ضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران"، وشدد على أن ذلك "فشل ذريع لحكومة نتنياهو، نجم عن مزيج بين الإهمال السياسي والضعف العام والصراع الداخلي في البلاد".[2]

بينما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه كلما كانت علاقات إسرائيل وجيرانها العرب أفضل كان ذلك أفضل للجميع".[3]

ويظهر من هذه الردود الصهيوأمريكية طبيعة الخيبة والحسرة التي أكلت داخلهم عند سماع خبر عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ومن المرجح أن تنعكس عودة هذه العلاقة بشكل إيجابي على المنطقة وشعوبها مما سيحد من الشحن الطائفي والمذهبي البغيض. 

________

المصادر:

[1] https://www.alalam.ir/news/6561983

[2] https://www.aljazeera.net/news/2023/3/11/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-...

[3] https://sputnikarabic.ae/20230310/%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D8%AF%D9%86-%D8%AA%...