موقف الشيعة من ولاة الأمور الحقيقيين

زعم ابن تيمية أن الشيعة " أعظم الناس مخالفة لولاة الأمور، وأبعد الناس عن طاعتهم إلا كرها"[1]

إن كل من تابع الأحاديث التي وردت في تعيين أئمة الخلق وولاة أمور الناس وهم علي عليه السلام وأحد عشر من ولده، يثبت له أن الشيعة الامامية هم الذين تابعوا عليا عليه السلام على محاربة من خالفه وتابعت ولده الحسين عليه السلام، فجاهد من حضر معه حتى قُتل جميعهم.

ثم تابعت من قام من الناس بأخذ ثأره مثل المختار بل عاونت من قام ينصر الدين من الظلمة على نصره، وحاشاهم من معاونة البغاة والظلمة على البغي والظلم.

الشيعة المجاهدون

إن الباحث لو درس التاريخ يجد بوضوح في حياة الشيعة المجاهدين الذين قاموا لأخذ ثأر أئمة الهداة عليهم السلام أنهم لم يدّعوا الخلافة والامامة، وانما كانت نهضتهم خالصة لأخذ ثأر آل محمد صلى الله عليه وآله فقط.

وكانت دعوتهم الى أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، ويتضح هذا الامر من خلال مطالعة مجاهدات زيد بن علي بن الحسين عليه السلام ومختار بن ابي عبيدة الثقفي وغيرهما.

ومن هذه الجهة تابعت جماعة الشيعة على قلّتها علياً عليه السلام فلم تبايع في السقيفة وذلك لوجود الأدلة من القرآن والسنة دلّتهم على كون الامامة في علي وولده عليهم السلام، كما ان جماعة من الصحابة قد احتجوا على أبي بكر يوم بيعة السقيفة منهم أبو ذر و سلمان الفارسي، حيث قال مخاطبا للناس" أصبتم ذا السنّ وأخطأتم أهل بيت نبيكم، لو جعلتموها فيهم ما اختلف عليكم اثنان.[2]

وعن أبان بن تغلب قال قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك هل كان أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أنكر على ابي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم كان الذي أنكر على ابي بكر اثنا عشر رجلاً.[3]

ومن تابع كتب الشيعة يجد انهم هم اتباع الشريعة حقا لالتزامهم بما جاء به النبي صلى الله عليه وآله كحديث الثقلين المتواتر بين الفريقين.

المصادر

[1] . منهاج السنة،ج 1، ص 111.

[2] . شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد،ج2،ص49.

[3] . الاحتجاج للطبرسي،ج1،ص97.