الملازمة بين الاعتقاد بالنبوة والإمامة

السلف وطاعة أهل البيت: إن الاعتقاد برسالة نبي الاسلام صلى الله عليه وآله يستلزم الإعتقاد بإمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام الذين عينهم النبي صلى الله عليه وآله.

لأن التصديق بالنبوة لازمه التصديق بما جاء به، ومن الواضح أن مما جاء به النبي صلى الله عليه وآله، هي النصوص الكثيرة الواردة في طاعة أئمة أهل البيت ومتابعتهم كحديث السفينة[1] وحديث الثقلين المتواتر بين الفريقين.

لكن السلف خالفوا هذا النص كما خالفوا النصوص الآمرة بمتابعة أهل البيت عليهم السلام، بل نبذوها وراء ظهورهم وولوا وجوههم الى أئمة الجور الذين حاربوا أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله.

إن الباحث المنصف لو فتش في عقائد وكتب الحديث ، لوجد أن كل الاعتقادات والروايات الواردة في كتبهم، مأخوذة من أعداء اهل البيت من أبناء الطلقاء ومن تابعهم كعبد الله بن عمر[2] وابي هريرة وامثالهم.

رزية الخميس وما طلبه النبي صلى الله عليه وآله

إن حقيقة هذا الامر يرجع الى العصيان الذي ظهر في رزية الخميس، وذلك لما طلب الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله، ممن حضر عنده أن يأتوا بكتف ودواة ليكتب لهم ما يعصمهم من الضلالة، فوقف عمر بن الخطاب أمام هذا الطلب ورفض هو ومن تابعه الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وآله، بادعاء أن كتاب الله يكفي ولا حاجة الى شئ آخر.

إن النبي صلى الله عليه وآله أراد أن يقول لهم تمسكوا بالثقلين القرآن والعترة، لكن عمر ردّ على النبي صلى الله عليه وآله بقوله: حسبنا كتاب الله.[3] وقد صرّح عمر نفسه بذلك لما قال لابن عباس: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله، ... أراد أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك اشفاقا وحيطة بالاسلام، لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبداً.[4]

فأي عاقل يجوز له قبول قول عمر وردّ قول رسول الله صلى الله عليه وآله الذي أمر الله تعالى بوجوب طاعته، لكن القوم عندهم - مع الاسف - طاعة عمر مقدمة على طاعة الرسول!!

المصادر

[1] . مجمع الزوائد، ج9، ص168.والمعجم الكبير،ج3،ص45.

[2] . منهاج السنة،ج 1، ص 110.

[3] . صحيح البخاري،ج 4، ص 1612 ت البغا.

[4] . شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد، ج12، ص21.