ابن تيمية ونظرته السلبية تجاه الإمام علي

كان احمد بن حنبل امام ابن تيمية متجاهراً بفضائل أهل البیت علیهم السلام وعلى رأسهم علي بن أبی طالب، وکفى فی ذلک ما نقله من فضائل علي علیه السلام فی کتاب فضائل الصحابة.

ودخل عليه رجل فقال له : یا أبا عبد الله، ما تقول فی هذا الحدیث الذی یروى أنّ علیاً قال: «أنا قسیم النار»؟ فقال: وما تنکرون من ذا؟ ألیس روینا أنّ النبی صلى الله علیه وآله وسلم قال لعلی: «لایحبّک إلاّ مؤمن ولا یبغضک إلاّ منافق»؟ قلنا: بلى. قال: فأین المؤمن؟ قلنا: فی الجنة. قال: وأین المنافق؟ قلنا: فی النار، قال: فعلیٌّ قسیم النار.[1]

علي عليه السلام عند ابن تيمية ملك لا خليفة

ان ابن تيمية لا يعتقد أن علي بن ابي طالب عليه السلام خليفة بل يقول «ووقعت الفتنة بين المسلمين أو الملوك يوم الجمل، ويوم صفين»[2]

ويعتقد أن دعاء الخوارج وآل ابي سفيان ضد علي وأهل بيته مستجاب عند الله تعالى، يقول: «ولو قال قائل: إن عليا ظلم أهل ‌صفين والخوارج حتى دعوا عليه بما فعله ابن ملجم، لم يكن هذا أبعد عن المعقول من هذا، وكذلك لو قال: إن آل سفيان بن حرب دعوا على الحسين بما فعل به»[3]

بل أكثر من ذلك فقد كان يكذب على علي عليه السلام، فانه يقول: «وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ندم على أمور فعلها من القتال وغيره، وكان يقول: .." لله در مقام قامه عبد الله بن عمر..؛ إن كان برا إن أجره لعظيم، وإن كان إثما إن خطره ليسير "»[4]

والحال أن الحاكم في المستدرك نقل ندم ابن عمر لعدم مشاركته في قتال معاوية، قال: جاءه رجل من أهل العراق فقال يا أبا عبد الرحمن اني والله لقد حرصت ان اتسم بسمتك واقتدي بك في أمر فرقة الناس واعتزل الشر ما استطعت واني اقرأ آية من كتاب الله محكمة قد أخذت بقلبي فأخبرني عنها: قول الله عز وجل وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ..الخ اخبرني عن هذه الآية فقال عبد الله: ما لك ولذلك انصرف عني، فانطلق حتى توارى سواده، فقال عبد الله بن عمر: ما وجدت في نفسي من شئ ما وجدت في أمر هذه الآية اني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما امرني الله عز وجل.[5]

المصادر

[1] . طبقات الحنابلة،ج 1، ص320.

[2] . الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية،ج 6،ص 86.

[3] . المصدر، ج 6،ص 32.

[4] . المصدر، ج6، ص209.

[5] . أعيان الشيعة،ج1،ص440.