معيار النجاة في كلام الرسول

ورد الحديث المتواتر بين الفريقين عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ستفترق أمتي الى ثلاث وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية.[1]

هذه الرواية تدل على أن الفرقة الناجية واحدة من بين الفرق المنتسبة الى الاسلام، واذا اضفنا الى هذا الحديث، حديثا آخر متواتر بين المسلمين وهو قوله صلى الله عليه وآله: الأئمة من بعدي أثنا عشر"[2] لوجدنا أن الشيعة الإمامية هم الفرقة الناجية، لأنهم الفرقة الوحيدة من بين الفرق، قالت بانحصار الأئمة في الاثني عشر، وهي الوحيدة التي تقول بوجوب الاقتداء والتمسك بالعترة الطاهرة الإثني عشر بعد النبي صلى الله عليه وآله، فكل من اقتدى بهم وسلك سبيلهم وآثارهم فقد نجى، ومن خالفهم فقد هوى.

الفرقة الناجية قد عينها النبي صلى الله عليه وآله

فالفرقة الناجية اذن قد عينها النبي صلى الله عليه وآله في بعض الروايات الصحيحة والمقبوله لدى جميع الفرق لاسلامية، وهي الروايات التي قد حثّ فيها النبي صلى الله عليه وآله على الاقتداء بعترته الطاهرة والتمسك بهم عليهم السلام.

إن النبي صلى الله عليه وآله قد ضمن الأمن من الضلال الى يوم القيامة لمن تمسك بأمرين وهما الكتاب والعترة الطاهرة كما ورد في حديث الثقلين[3] المتواتر والمتفق على صحته جميع الفرق الاسلامية.

إن حديث الثقلين قد أوضح للجميع أن الوقاية من الضلال والهلكة تكون باتباع الخط الالهي المتمثل بالثقلين الكتاب والعترة، لأن من الضروري أن التمسك بالقرآن يعني الأخذ بتعاليمه والسير على وفقها، ونفس هذا المعنى يقال في التمسك بأهل البيت عليهم السلام، حيث جعلهم النبي صلى الله عليه وآله أعدال القرآن.

ومن هنا يتضح أن من تمسك بالثقلين فقد فاز بالأمن والإيمان، والشيعة الإمامية هي الفرقة الوحيدة التي قالت بوجوب الاقتداء والتمسك بكتاب الله تعالى وعترة النبي صلى الله عليه وآله معاً.

هذا، ولو أضفنا الى حديث الثقلين في الدلالة، حديث السفينة[4] وحديث النجوم[5] وغيرها من الأحاديث الصحيحة عند أهل السنة، الدالة على وجود الاقتداء بالعترة الطاهرة، أتضح الأمر أكثر.

فالباحث المنصف لو أمعن النظر في الروايات الاسلامية بعين واعية، لا محالة يذعن بأن الفرقة الناجية هي الشيعة الإمامية الإثني عشرية لاغير.

المصادر

[1] . مسند أحمد، ج3، ص102.

[2] . البحار جـ27، ص 311-317. وفي لفظ :يكون ‌بعدي ‌اثنا ‌عشر خليفة كلهم من قريش. مسند أحمد،ج 34،ص 440 ط الرسالة.

[3] . المعجم الكبير، ج3، ص66، ح2681.

[4] . الصواعق المحرقة، 234.

[5] . فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ج 2، ص 671.