-يشير القرآن الكريم الى دور القيادة في مستقبل البشر ويقول: "يوم ندعو كلّ إمام بإمامهم"
إن الارتباط بين القيادة والاتباع في هذا العالم سوف تظهر نتيجته بشكل كامل في عالم الآخرة، فإن كل انسان سيسلك في الآخرة مسار القائد الذي انتخبه لنفسه في الدنيا إماماً وقائداً، وطبقا لهذا الأمر سيتم تحديد الفرقة الناجية من الفرق الضالة التي تستحق العذاب.
قال سبحانه في حق ابراهيم واسحاق ويعقوب" وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا"[1] إشارة الى المواهب التي منحها لهم وهي الامامة والقيادة العامة التي تمنح لمن كان في آخر مراحل سير الانسان التكاملي.
وقال في حق فرعون وهامان وقوم فرعون " وجعلناهم أئمة يدعون الى النار"[2]أي أن هؤلاء وغيرهم ممن هم قدوة الضلال، فهم في مقدم أهل النار يوم القيامة حين تتحرك الجماعات من أهل النار.
مصاديق القيادة الالهية
لا يمكن سلوك طريق التكامل بدون وجود قيادة وهذا هو السر في إرسال الأنبياء والأوصياء، فالقيادة لها دور مهم في تنظيم المجتمع ومنع الانحرافات، وبنفس المقدار الذي يقوم به القائد الالهي بإيصال الانسان الى هدفه النهائي بشكل سريع، فإن التسليم لقيادة أئمة الكفر والضلال والإنقياد لهم يؤديان بالانسان الى الهاوية والشقاء.
لقد كانت المواجهة بين الامام علي عليه السلام من أبرز مصاديق مواجهة القيادة الالهية وقيادة الكفر، إذ لا شك أن معاوية ومن ساعده كانوا من البغاة بحكم رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى، فإنه قال: " طوبى لعمار تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم الى الله ويدعونه الى النار"[3]
فمعاوية وأنصاره هم البغاة بنص الرسول الاعظم، والقرآن الكريم يأمر المسلمين بقتال الفئة الباغية"فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِى تَبْغِى حَتَّىٰ تَفِىٓءَ إِلَىٰٓ أَمْرِ ٱللَّهِ"[4]
إن هذه المواجهة ميّزت الخبيث من الطيب والباطل من الحق، وبذلك نستطيع أن نعرف اليوم من سلّم أمره الى الله وعمل بأوامره ونواهيه، ممن خالف وسار على هواه غير مبال بذلك، إذ يعرف الباحث من وقعة الجمل وصفين أن موقف أم المؤمنين هو موقف أبيها، وموقف معاوية نفس موقف عمر بن الخطاب الذي ولّاه الشام، فهم كحلقة واحدة في الربط بدأ بالسقيفة ولم ينته بكربلاء و استمرّ ظلمهم الى أن وصل الأمر الى الإمام الثاني عشر فغاب عن الانظار، فقامت العصابة تشن حروبها ضد شيعة أهل البيت عليهم السلام الى يومنا هذا.
المصادر
[1] . سورة الانبياء، الآية73.
[2] . سورة القصص، الآية41.
[3] . صحيح البخاري، ج3، ص207.
[4] . سورة الحجرات، الآية 9.