شهر رمضان سيد الشهور

جعل الله تعالى في شهر رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، واختاره ليكون مهبطاً لوحيه ورسالاته حيث أنزل فيه القرآن وقبل ذلك كان فيه نزول التوراة والإنجيل والزبور.

إن شهر رمضان يكفي في فضله ما ورد عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: " سيد الشهور شهر رمضان ".[1]

وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله: " أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر اللَّه بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند اللَّه أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة اللَّه، وجعلتم فيه من أهل كرامة اللَّه ".[2]

إن التعاليم الإسلامية تقدم برامج مكثفة من الأعمال العبادية في شهر رمضان، فهو شهر نشاط وحركة وعمل، لكن على مرور الزمان وتطوّره، تعوّد الكثيرون في مجتمعاتنا، اتخاذ هذا الشهر الكريم موسماً للخمول والكسل، وعرض الافلام والتنوع في الأكل والشرب إضافة الى تدنى الأداء التعليمي في المدارس، ويقضي قسم كبير من الناس فيه النهار نوماً واسترخاءً، بحجة الصيام وكأن الصوم داع للكسل، أو بديل عن العمل فيوقف الإنسان حركته لكي يصوم.

المسلمون في شهر رمضان

إنه بالمراجعة الى التاريخ الإسلامي نجد أن هذا الشهرالمبارك قد احتضن الكثير من المعارك الفاصلة بين المسلمين والكفار، وسجّل المسلمون فيه أروع البطولات والانتصارات، فغزوة بدر الكبرى وقعت في شهر رمضان، في السنة الثانية للَّهجرة،[3] وفتح مكة المكرمة حصل في شهر رمضان،[4] للسنة الثامنة للَّهجرة.

فإذا كان الآباء والأجداد يصومون شهر رمضان مع قيامهم بكل وظائفهم الحياتية، ولا تتوقف الأعمال في فترة الصيام. فكيف حدثت هذه الظاهرة السلبية باستيلاء الخمول والكسل على الكثيرين نهار شهر رمضان؟

إن إحياء ليالي شهر رمضان بالعبادة وأعمال الخير شيء جيد لكن أن يبقى الانسان يسهر الليل في جلسات فارغة أو ضمن برامج غير مفيدة يراد منها تمرير الوقت، ثم يقضي أغلب النهار نائماً، فهذا غير محبذ فيه ومذموم وضياع للفائدة المرجوة في هذا الشهر الكريم.

المصادر

[1] . فضائل الأوقات للبيهقي، ص336.

[2] . الأمالي للشيخ الصدوق،ج1،ص 154.

[3] . مصنف ابن أبي شيبة، ج 7،ص 352 ت الحوت.

[4] . خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم،ج 3،ص 877.