المنذر والهادي في القرآن الكريم

مخالفة ابن تيمية لما في الآية : قال ابن تيمية: على فرض أن حديث "من مات، ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية"[1] قاله رسول الله صلى الله عليه وآله ، لكن لا يصح الاستدلال به على الامامة، وبالنتيجة محاربة الامام أقل أهمية من القتال الواقع بين الناس لأجل العصبية.[2]

ما قاله ابن تيمية خلاف ما ور في القرآن الكريم في بيان الفرق بين وظيفة المنذر ووظيفة الامام، قال تعالى " إنما انت منذر ولكل قوم هاد"[3]

فإن هاتين الصفتين" منذر" و " هاد" هما صفتان أحدهما للرسول صلى الله عليه وآله كما أشارت الآية اليه "انت منذر" والصفة الأخرى لمن يتلو النبي في الهداية والدعوة الى الله سبحانه وتعالى.

الدعوة على قسمين في الآية

فالآية تقول: الدعوة الى الله تعالى على قسمين، أحدهما أن يكون عمل الداعي هو الانذار فقط، وحصرته الآية ب"إنما" والثاني أن يكون العمل هو الهداية، والفرق بينهما أن الانذار يكون للذين أضلوا طريق الصراط المستقيم، والهداية والاستقامة للذين آمنوا.

فما ذكره ابن تيمية بقوله:"لا يكفر المسلم بالاقتتال في العصبية، كما دل على ذلك الكتاب والسنة، فكيف يكفر بما هو دون ذلك"[4] حيث أراد عدم الفرق بين محاربة المسلمين ومحاربة الإمام، ليثبت بعد ذلك عدم الحاجة الى وجود الهادي الى الحق بعد النبي صلى الله عليه وآله، وهذا خلاف لصريح الآية المتقدمة.

وخلاف لما قاله في موضع آخر من أنه «لا ريب أنه لآل محمد - صلى الله عليه وسلم - ‌حقا ‌على ‌الأمة ‌لا ‌يشركهم ‌فيه ‌غيرهم»[5] وأن "رعاية أهل بيته مما أمر الله ورسوله به"[6]

لا شك عندنا أن أهل البيت عليهم السلام، قد منحهم الله تعالى من العلوم والمعارف الربانية ما أقاموا به أساس الدين وعمود الشريعة فهم واجب الطاعة وهم الذين تكون معرفتهم واجبة وعدم المعرفة بهم يموت ميتة جاهلية، لأنهم خلفاء النبي صلى الله عليه وآله من بعده وقد أمر باتباعهم وعينهم بأسماءهم.[7]

المصادر

[1] . منهاج السنة النبوية،ج 1،ص 111

[2] . المصدر،ج1، ص 112

[3] . سورة الرعد، الآية، 7.

[4] . منهاج السنة النبوية،ج 1، ص 112

[5] . المصدر،ج 4،ص 599.

[6] . المصدر،ج 8، ص 581

[7] . فرائد السمطين،ج2، ص133.