بطلان حديث لا نورث ما تركناه صدقة

من الأدلة التي تدل على بطلان الحديث المزور الذي جاء به ابو بكر من أن النبي صلى الله عليه وآله قال: "لا نورث ما تركناه صدقة" هو طلب أزواج النبي صلى الله عليه وآله إرثهن من أبي بكر حيث بعثن عثمان يطالبه بميراثهن.[1]

فاذا كان النبي قد قاله، فلابد أن يقوله لأزواجه وأمهات المؤمنين باعتبار أنهن أولى بالعمل بالحديث، فلماذا لا يدرين شيئا من ذلك الحديث المكذوب حتى أرسلن عثمان الى ابي بكر؟ والظاهر أن عثمان ايضا ما كان يدري بالحديث.

النبي والحديث المكذوب عليه

ايضاً  اذا كان الحديث صحيحا فلماذا لم يعمل به عمر بن الخطاب، فقد أخرج البخاري أنه قسّم خيبر فخيّر أزواج النبي صلى الله عليه وآله أن يقطع لهن من الماء والارض أو يمضي لهن مما يخرج منها من ثمر أو زرع، فمنهن من اختار الارض و منهن من اختار الوسق، وكانت عائشة اختارت الارض.[2]

فهذه الرواية تدل بوضوح بأن خيبر التي طالبت الزهراء عليها السلام بنصيبها منها كميراث لها من ابيها، و ردّ ابو بكر دعوتها في ايام خلافته، قد قسّمها عمر على اوزاج النبي ، فاذا كان النبي صلى الله عليه وآله لا يورث، فلماذا يوزع عمر أموال رسول الله صلى الله عليه وآله بين أزواجه وعلى أثر ذلك ترث عائشة و بنت رسول الله لا ترث؟

ثم كيف جاز لعائشة أن تستولي على بيت رسول الله صلى الله عليه وآله بأكمله ولم تحظ أي زوجة أخرى بما حظيت به؟ وهي التي دفنت أباها في ذلك البيت وأجازت أن يدفن عمر الى جانب ابيها.[3]

ومنعت الحسين عليه السلام أن يدفن أخاه الحسن عليه اسلام بجانب جده مما حدى بابن عباس أن يقول في عائشة:

تجملتِ تبغلتِ* ولو عشتِ تفيّلتِ

لك التسعُ من الثُّمن* في الكل تصرفتِ[4]

كل ذلك يدل على أن الخليفة بوضع الحديث المزور على رسول الله صلى الله عليه وآله، قد فتح الباب لنفسه ومن معه ليتصرفوا كيف شاءوا في أموال المسلمين، بلا رادع يردعهم، والعاقبة للمتقين.

المصادر

[1] . صحيح البخاري،ج5، ص22.

[2] . المصدر، ج3، ص68.

[3] . المصدر، ج4، ص206.

[4] . دلائل الإمامة، ص61، ومقاتل الطالبيين، ص74.