-وصف القرآن رؤوس الكفر بأنهم لا أيْمان لهم، إنه وصف لا يعدو طلحة والزبير من الصحابة.
طلحة والزبير:ابن تيمية يعتقد بالتشبيه، ولذا يذم الشيعة لمجرد وجود الشبه على حد زعمه، فيقول«فالشيعة القائلون بالإمام المعصوم ونحوهم، من أبعد الطوائف ... ولهذا كانوا يشبهون اليهود في أحوال كثيرة»[1]
ويجعل طلحة والزبير من أهل الجنة، مع وجود الشبه بينهما وبين أئمة الكفر في نقض العهد، فيقول: «إن أهل السنة عندهم أن أهل بدر كلهم في الجنة، وكذلك أمهات المؤمنين: عائشة وغيرها، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير هم سادات أهل الجنة بعد الأنبياء، وأهل السنة يقولون: إن أهل الجنة. ليس من شرطهم سلامتهم عن الخطأ، بل ولا عن الذنب، بل يجوز أن يذنب الرجل منهم ذنبا صغيرا أو كبيرا ويتوب منه، وهذا متفق عليه بين المسلمين»[2]
فلنضع ما قاله ابن تيمية جانباً ونأتي الى كلام الله لنعرف ماذا يقول في الناقضين للعهد، إنه تعالى يلعنهم بقوله"فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً"[3] ووجوب قتلهم بقوله تعالى " وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ"[4] يأمر الله تعالى بقتال رؤساء الكفر بالله وهم "أبو سفيان، وأبو جهل، وأمية بن خلف، وسهيل بن عمرو، وعتبة بن ربيعة"[5] لأنهم " لا أَيْمَانَ لَهُمْ" أي لا عهد لهم. وهذا الوصف بعينه ينطبق على طلحة والزبير.
طلحة والزبير ونقض العهد
أما طلحة فقد نكث بيعته للإمام بعد أيام قليلة، ولحق بعائشة وانقلب فجأة على ما كان عليه بالامس من التحريض على قتل عثمان.
قال ابن قتيبة: لمّا لقيه الامام علي عليه السلام في المعركة قال له: أما بايعتني؟ ما الذي أخرجك يا طلحة؟ قال: الطلب بدم عثمان، فقال علي عليه السلام: قتل الله من قتله"[6] فاستجاب الله دعاء الامام فقُتل في اليوم نفسه.
والزبير كان يتنافس مع طلحة في أمر الخلافة والتحق بعائشة أُخت زوجته وخرج على إمام زمانه بعد أن بايع الامام عليّاً عليه السلام على الإمامة والخلافة، فنكث بيعته للوصول الى الدنيا، وجاء الى البصرة في حشد من الناس من جيش عائشة وغدروا بعثمان بن حنيف بعد أن تعاهدوا على احترامه حتى يقدم الامام علي عليه السلام، ثم خانوا العهد وهجموا عليه وهو يصلي بالناس العشاء، فكتفوهم وقتلوا اصحابه الا هو لأنهم خافوا أن يسمع أخوه والي المدينة سهل بن حنيف فينتقم من أهليهم.[7]
المصادر
[1] . منهاج السنة النبوية،ج 6،ص 417.
[2] . المصدر،ج 4، ص 310.
[3] . سورة المائدة، الآية 13.
[4] . سورة التوبة الآية 12.
[5] . تفسير الطبري جامع البيان - ط دار التربية والتراث،ج 14،ص 155.
[6] . الامامة و السياسة، ج1،ص70.
[7] . الفتنة الكبرى،ج4،ص37.