المتمسك بالعترة لا يضل

العترة في الحديث : عترة النبي صلى الله عليه وآله أحد الثقلين الذي أُمرنا بالتمسك بهما معاً، ومن تمسك بهما لن يضل أبداً في الدين والدنيا، فقد ورد في متون الحديث بأسانيد معتبرة عند اهل السنة الحديث المعروف بحديث الثقلين.

وبهذا تتضح أهمية حديث الثقلين يوم الغدير وقيمة إرجاع الامة الى أهل البيت عليهم السلام والاخذ عنهم المعارف الدينية، وتتضح أسرار تأكيد النبي على الاقتداء بهم اذا أدركنا مقام النبوة وما يقتضيه من التنزيه عن جميع المجالات غير المنطقية.

والا فأي شئ يفرّق بين أهل البيت عن غيرهم من الأمة، حتى يضفي عليهم كل هذا التقديس ويلزم الامة بهذه الأوامر المؤكدة بالرجوع اليهم والاقتداء بهم والتمسك بحبلهم؟

العترة في الحديث

لقد جاء في متون الحديث قوله صلى الله عليه وآله " لا تقدموهم فتهلكوا" وقد أثبتها أجلة علماء اهل السنة بأسانيدهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما في الصواعق المحرقة[1] وكنز العمال[2] والمعجم الكبير[3] وغيرها[4].

فالنبي صلى الله عليه وآله بهذا الحديث نهى عن التقدم على القرآن والعترة لأن التقدم عليهم يوجب الضلال، فيجب الاقتداء بهما لأنهما يهديان الامة الى سبيل الرشاد.

قال ابن حجر: قوله "فلا تقدموهما فتهلوا" دليل على أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية كان مقدما على غيره.[5]

ومعلوم أن تقدم العترة على غيرهم دليل على أفضليتهم على الأمة من جميع الجهات، اذ معنى لا تقدموهم بصورة مطلقة يؤدي الى تقدمهم المطلق، وإذا ثبت تقدمهم بصورة مطلقة من جميع جهات الفضل، ثبت إمامتهم ووجوب طاعتهم، لأن الامام هو من يُقدّم على غيره، والمأموم هو من لا يتقدم على الإمام، فعلى المأموم أن يتبع الإمام ولا يتقدم عليه.

إن عبارة "لا تتأخروا عنهما فتهلكوا" فيها بيان سبب آخر من الاسباب التي تهلك الأمة إن لم تتخذ بقول نبيهم، والظاهر أن معنى لا تتأخروا منهما أي لا تتأخروا عن أوامرهما ونواهيهما، فإن التأخر في أوامر العترة الطاهرة يوجب الهلاك والضلالة، كما أن التأخر في أوامر القرآن كذلك، لأنه يوجب العصيان له، اذن من الواجب على الأمة أن تتبع أوامر القرآن والعترة الطاهرة ونواهيهما.

المصادر:

[1] . الصواعق المحرقة، ص148.

[2] . كنزالعمال،ج1، ص186.

[3] . المعجم الكبير،ج3،ص66.

[4] . مجمع الزوائد،ج9،ص164.

[5] . الصواعق المحرقة، ص342.