ابن تيمية وروايات طاعة الأمير

الروايات في طاعة الأمير: بذل ابن تيمية جهده لأثبات وجوب طاعة الامير وإن كان فاسقا بروايات مثل «إنكم سترون بعدي أثرة، وأمورا تنكرونها. قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم"[1] و"من رأى من أميره شيئا يكرهه، فليصبر عليه، فإن من فارق الجماعة، فمات، مات ميتة جاهلية"[2]

الروايات المخالفة لذوق ابن تيمية

لكن هناك روايات تعارض تلك المستدل بها، لم يتعرض اليها ابن تيمية،لأنها على خلاف ذوقه، فقد أخرج أحمد بن حنبل بسند عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله" سيكون أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولن يرد عليّ الحوض"[3] وفي رواية أخرى"سيكون عليكم أمراء فلا تعينوهم على ظلمهم، فمن صدقهم بكذبهم فلن يرد عليّ الحوض"[4]

كما أخرج الهيثمي بسنده عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إلا أن رحا الاسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا وأن الكتاب والسلطان سيفترقان، فلا تفارقوا الكتاب، إلا أنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم، فاذا عصيتموهم قتلوكم، وإن أطعتموهم أضلوكم، قالوا يا رسول الله كيف نصنع؟ قال: كما صنع أصحاب عيسى بن مريم نُشروا بالمناشير وحُملوا على خشب، موتٌ في طاعة الله خير من حياة في معصية الله"[5] ورواية " ستكون عليكم أمراء يأمرونكم بما تعرفون ويعملون ما تنكرون، فليس لأولئك عليكم طاعة."[6]

الى غير ذلك من الروايات التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وآله أمته بأنه ستحكم عليهم أئمة الضلال ويملكون أرزاق الناس ويحدثون ويكذبون، وينتهكون حرمات الاسلام ويستذلون المسلمين ويبعدون أهل البيت عليهم السلام عن مقامهم. ويتمتعون بطاعة الناس لهم.

فهل يصح بعد هذه الروايات القول أن الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله أمر أمته باتباع السلاطين واعتبر طاعتهم كطاعة نفسه واجبة ومعصيتهم كمعصية نفسه محرمة؟ كلا.

المصادر

[1] . منهاج السنة النبوية، ج 1، ص 118.

[2] . المصدر، ج 1، ص 113.

[3] . مسند أحمد بن حنبل، ج2، ص95.

[4] . المصدر، ج5، ص111.

[5] . مجمع الزوائد، ج5، ص227.

[6] . المصنف لابن ابي شيبة، ج8، ص696 ح68.