-عيّن عمر بن الخطاب أفراد الشورى وهو يعلم أن الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف يكون الغالب فيهم من بني أمية.
تخطيط عمر :بعد نقاش طويل بين أعضاء الشورى الحاضرين، نظر ابن عوف الى علي عليه السلام وقال: أبايعك على كتاب الله وسنة رسول الله وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر، فقال علي عليه السلام: بل على كتاب الله وسنة رسول الله واجتهاد رأيي، فعدل عنه الى عثمان.
ولما بايع عبد الرحمن بن عوف عثمان قال علي عليه السلام له: حبوته حبو دهر، ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، والله ما ولّيتَ عثمان الا ليرد الأمر اليك.[1]
إن عبد الرحمن صهر لعثمان على اخته أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط لأمه، ولما قال عمر: كونوا مع الثلاثة التي فيها عبد الرحمن فيها، قال ابن عباس لعلي عليه السلام: ذهب الامر منا، الرجل يريد أن يكون الامر في عثمان، قال الامام علي عليه السلام: وأنا اعلم ذلك ولكني أدخل معهم في الشورى، لأن عمر قد أهلّني الآن للخلافة وكان قبل ذلك يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: النبوة والامامة لا يجتمعان في بيت واحد، فأنا أدخل في ذلك لأظهر للناس مناقضة فعله لروايته.[2]
مخططات عمر
لقد ظهرت مخططات عمر بن الخطاب لمستقبل الخلافة بدءً من عصيان أمر الرسول صلى الله عليه وآله في جيش أسامة بن زيد ثم في الغائه كتابة الوصية في رزية الخميس ثم البيعة لأبي بكر في السقيفة، فهو الذي يقوم بالمؤامرات لمنع الخلافة الشرعية التي يريدها الله ورسوله، ويلقي المسؤولية على غيره، فقد قال لابن عباس في محاورة دارت بينها أيام خلافته: أتدري ما منع قومك منهم بعد محمد؟ قال ابن عباس: إن لم أكن ادري فأمير المؤمنين يدري، فقال عمر: كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة ... فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت... ثم قال عمر: بلغني أنك تقول صرفوها عنا حسداً وباطلاً، فقال ابن عباس: أما قولك حسداً فإن ابليس حسد آدم فنحن ولده المحسودون، فقال عمر: هيهات أبت قلوبكم يا بني هاشم الا حسداً ما يحول، وضغناً وغشاً ما يزول!
فقال ابن عباس: مهلا لا تصف قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بالحسد والغش، فإن قلب رسول الله صلى الله عليه وآله من قلوب بني هاشم، فقال عمر: اليك عني يا ابن عباس.[3]
المصدر:
[1] . تاريخ الطبري، ج3، ص297.
[2] . شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد، ج1، ص189.
[3] . الكامل لابن الاثير، ج3،ص63.