أكبر مؤتمر إسلامي

10:29 - 2023/05/04

-كان المنافقون يواجهون كل بلاغات النبي صلى الله عليه وآله بالتكذيب والتشكيك، ويراهنون على مرحلة ما بعد النبي ويتربصون به ريب المنون.

كان المنافقون يخافون من أن يستتب الامر للإمام علي بن ابي طالب عليه السلام، لأن ذلك سيكون امتدادا رساليا للنبي صلى الله عليه وآله وسدا في وجه طموحات قريش.

لذا كان النبي صلى الله عليه وآله يهتم للأمر بالاعلان الرسمي عن خليفته قبل رحيله وأخذ البيعة له من عامة المسلمين تجنباً لأيّ اختلاف قد يقع فيما بعد، وتلافيا للفراغ الذي قد يستغله المنافقون من أجل تحقق أغراضهم المضلة.

صلى الله عليه وآله

كان صلى الله عليه وآله يترقب الوحي

فكان يترقب الوحي الالهي للإعلان عن ولاية الامام علي عليه السلام وبالفعل بعد اتما مناسكه صلى الله عليه وآله في حجة الوداع، عقد أكبر مؤتمر إسلامي في غدير خم بين مكة والمدينة بعد نزول قوله تعالى" يا أيها الرسول بلّغ ما انزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس"[1]

والآية فيها دلالة واضحة على أن الرسالة انتهت أو على وشك الانتهاء، وبقي أمر مهم لم يكتمل الدين الا به، فكان من الواجب على النبي صل الله عليه وآله تبليغه في ذلك المؤتمر الذي جاء فيه المسلمون من كل فج عميق، ولا يقل عددهم عن مأة ألف مسلم.

فما هو ذلك التبليغ الذي يتوقف عليه مصير الرسالة؟ هو الامامة والولاية، هو الشئ الذي يكون تبليغه بحيث لولم يبلّغه فكأنما لم يبلّغ الرسالة بأجمعها، لكن هل كان النبي صلى الله عليه وآله يخشى الناس على نفسه القتل لو أعلن عن تلك الولاية؟

كلا هو لا يخشى على نفسه لأنه قد بلّغ أمورا كانت أخطر على نفسه من هذا الامر، إنه بلّغ رسالة التوحيد في مجتمع وثني مشرك فأرادوا أن يقضوا عليه فأنقذه الله وأخرجه من مكة الى المدينة.

إذن هو لا يخشى على نفسه وانما يخشى الناس على الدين، فقد ينقلبون عليه اذا عرفوا تنجيز ولاية علي عليه السلام، لذا أخبره الله تعالى أن لا داعي للخوف من تكذيبهم، فكم كُذّبت رسل من قبله ولم يثنهم ذلك عن تبليغ ما أمروا به.

وبناء على الطلب الرباني خطب النبي صلى الله عليه وآله خطبة بليغة قال فيها" من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله" ثم البسه عمامته وأمر الصحابة بتهنئته بإمرة المؤمنين ففعلوا وفي مقدمتهم ابوبكر وعمر، ثم نزلت الآية" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً.[2]

المصدر

[1] . سورة المائدة، الآية67.

[2] . سورة المائدة، الآية 3.

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.