-ما كانت مدرسة الامام الصادق عليه السلام تريد أن تُعلّم العلوم للذكر والصيت والفخر والشرف، بل تريد أن تعلم العلم للعلم وخدمة للدين.
لم يكن علم الامام الصادق عليه السلام كسبيا أخذه من أفواه الرجال، ولم نجد في التاريخ أن أحدا من أئمة أهل البيت عليهم السلام قد تلمذ على واحد من الناس لا في سن الطفولة ولا في غيرها، وذلك لأن علمهم عليهم السلام وراثة عن الأب والجد عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن الله تعالى.
كان تلاميذ الامام عليه السلام يحضرون الدرس ولا يرون أن علم الامام فيه الرأي والاجتهاد حتى يحاسبوه عن المصدر والمستند، وانما علمه الهي موروث، نعم غاية ما يسأل عن علة الحكم وهو سؤال استفادة وتعلم لا سؤال ردّ وجدل.
حضور درس الامام الصادق فضيلة
كل من حضر درس الامام الصادق عليه السلام عدّه منقبة تشرف بها وفضيلة اكتسبها،[1] هذا وقد أرجع ابن ابي الحديدي المعتزلي علم المذاهب الاربعة الى الامام الصادق عليه السلام في الفقه.[2]
إن كثرة علم الامام الصادق عليه السلام يُعرف من كثرة من أخذوا عنه العلم وقد عُرف منهم أربعة آلاف أو يزيدون، ولم نجد مثل هذا العدد روى عن غيره مع وفرة العلماء في عصره، فاذا روى عنه أحد وقف عليه، ولا يسأله عمّن رواه وأملاه الا اذا أخبر هو عن آباءه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
مدرسة الامام الصادق العلمية التي خرّجت ذلك العدد الكثير، تريد أن تعلم العلم للعلم وخدمة الشريعة والدين لا للصيت والشرف، ومن خالف هذه السيرة أبعده الامام عن حوزته العلمية، وكم طرد أناسا خالفوا سيرته وسريرته.
فمن تعاليم الامام الصادق عليه السلام قوله: تعلوا الصدق قبل الحديث[3] إنها حكمة وما أثمنها من نصيحة، تجده يوصي بها كل من دخل عليه من أولياءه بالصدق وأداء الامانة، وكانت نصيحته في طلب العلم، قوله عليه السلام: لست أحب أن أرى الشاب منكم غاديا في حالين، إما عالما أو متعلماً فان لم يفعل فرّط، وإن فرّط ضيّع، وإن ضيّع أثم.[4] وأخرى يقول: اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار.[5]
المصدر
[1] . مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ص 436.
[2] . شرح النهج، ج1،ص6.
[3] . الكافي باب الصدق وأداء الامانة
[4] . مجالس الشيخ الصدوق، المجلس11.
[5] . الكافي،ج1،ص36.