-إن السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام قد حظيت بأحسن الأسماء وأجمل الالقاب الأمر الذي يدل على جلالة هذه الشخصية وعظمتها في كل شأن من شؤونها.
السيدة فاطمة المعصومة هي بنت الامام موسى الكاظم عليهما السلام، ولدت في فترة حكومة بني العباس ولم يرد في شئ من الروايات ذكر السنة التي ولدت فيها.
إنها عليها السلام فقدت أباها وهي في مقتبل العمر، إلا أنها عاشت في كنف شقيقها الرضا عليه السلام، وأولاها العناية الخاصة في تربيتها ورعايتها، حتى غدت أفضل بنات الإمام موسى ين جعفر عليهما السلام.
كان أئمة أهل البيت عليهم السلام يولون لإسم فاطمة أهمية فائقة، لا نجدها في سائر الأسماء عندهم. فقد روى الكليني بسنده عن السكوني، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وأنا مغموم مكروب، فقال لي: يا سكوني ما غمك؟ فقلت: ولدت لي ابنة، فقال: يا سكوني، على الأرض ثقلُها، وعلى الله رزقُها، تعيش في غير أجلك، وتأكل من غير رزقك، فسَرَى والله عني، فقال: ما سمّيتَها ؟ قلتُ: فاطمة، قال: آه، آه، آه، ثم وضع يده على جبهته، و قال: أَمَا إذا سميتَها فاطمة فلا تسبها، ولا تلعنها، ولا تضربها.[1]
فاطمة الزهراء
إن تأوه الإمام الصادق عليه السلام ثلاث مرات ووصيته للسكوني أن لا يسب ابنته ولا يلعنها ولا يضربها حيث سماها فاطمة، فيه دلالات تقصر عنها العبارات وتتعثر الأفكار. لأن الأمة قد انحرفت عن طريق الهداية والرشاد منذ اللحظة التي عزم فيها القوم على هضم فاطمة وظلمها وهتك حرمتها حيث داسوا على وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأقدامهم، وتجاسروا على بيت النبي في هجوم شرس زعزع القواعد التي أرساها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لضمان سلامة الأمة من الضيعة والضلال.
فلو أن الأمة أنصفت وأعطت فاطمة الزهراء عليها السلام حقها لكانت قيادة الأمة بيد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ولابيضّ وجه التاريخ .
فالتسمية بهذا الاسم اذن تذكير وإيحاء بما جرى في تلك الأيام التي أعقبت وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
المصدر
[1] . وسائل الشيعة، ج 15 باب 27 من أبواب أحكام الأولاد، رقم الحديث 1.