وجه تسمية السيدة المعصومة بكريمة أهل البيت

إن السيدة المعصومة كريمة أهل البيت عليهم السلام، قد نالت صفة الكرم وعرفت به من دون سائر نساء أهل البيت عليهم السلام.

وقد اطلق هذا اللقب عليها الامام المعصوم عليه السلام، في قصة نقلها السيد محمود المرعشي والد السيد شهاب الدين المرعشي وبسببها هاجر من النجف الى مدينة قم. وحاصلها أن السيد توسل الى الله تعالى لمعرفة قبر السيدة الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام، وتردد الى مسجد السهلة بالكوفة بهذه النية حتى حظي بلقاء الحجة عليه السلام، فقال له عليك بكريمة أهل البيت، وارشده الى قبر السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في مدينة قم.[1]

إن الكرم له معنى لا ينحصر في بذل المال أو إقراء الضيف أو حسن الضيافة، فإنها من مصاديق الكرم لإتمام معناه.

وعلى ضوء شمولية معنى الكرم، يتجلى لنا المراد من وصف أهل البيت عليهم السلام بأنهم أكرم الناس لما اشتملوا عليه من أنواع الخير والشرف والفضائل، وقد حفظ لنا التاريخ شيئا من ذلك وحدث به الرواة.

مثوى السيدة ملاذ للناس

 فاتصاف هذه السيدة الجليلة بأنها كريمة أهل البيت عليهم السلام .يتجلى بأن من أبرز مظاهر كرمها أن مثواها المقدس كان ولا يزال منبعا للفيض، وملاذا للناس، ومأمنا للعباد، ومستجارا للخلق، وبابا من أبواب الرحمة الإلهية للقاصدين والوافدين، وأن مدينة قم حيث تضم مرقدها الطاهر كانت ولا تزال حاضرة العلم، وحرم الأئمة وعش آل محمد  عليهم السلام  ومنفرا لأهل العلم من شتى بقاع الأرض ، يتلقون علوم أهل البيت عليهم السلام  محتضنة كوكبة من العلماء والطلاب، ولا زالت مدينة قم والنجف الأشرف فرسي رهان تتسابقان في تخريج حملة العلوم على شتى مراتبهم.

فوصف هذه السيدة الجليلة عليها السلام بأنها كريمة أهل البيت، فيه دلالة على أنها ذات خير وبركة على الخلق، ولا سيما شيعة آل محمد وأختص أهل قم منذ اللحظة التي تشرفت أرضهم بها، أنهم لا يزالون ينعمون ببركاتها وخيراتها آناء الليل وأطراف النهار، ويعيشون في حماها ويتفيأون ظلالها في امتياز خاص بهم من دون أهل سائر المناطق الأخرى.

المصدر

[1] . مجلة شعائر. بحث الفقه للأستاذ السيد ابوالفضل الطباطبائي بتاريخ 1/11/1401 ش.ق