عدم زواج بنات الإمام الكاظم

عدم وجود الكفؤ والخوف من الاقدام على مصاهرة الامام عليه السلام ، احتمالان ترجّحا من بين عدة احتمالات، أما الاول فقد وقع بين الفقهاء كلام في تحديد معنى الكفاءة، ولهم في ذلك أقوال وآراء ذكرها صاحب الجواهر[1] وغيره إلا أنهم اتفقوا على أن المؤمن كفوء المؤمنة. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض.[2] وخلافهم إنما هو في زواج المرأة الشريفة ممن هو أدنى منها.

فسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام كانت على ذلك، مضافا إلى الروايات الدالة على الجواز، نعم هناك استثناء اختصت الصديقة الزهراء عليها السلام به من دون سائر النساء، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إنما أنا بشر مثلكم أتزوج فيكم وأزوجكم إلا فاطمة، فإن تزويجها نزل من السماء.[3]

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: لولا أن الله خلق أمير المؤمنين لم يكن لفاطمة كفو على وجه الأرض، آدم فمن دونه.[4] وأما ما عدا فاطمة الزهراء عليها السلام من النساء فليست لها هذه الخصوصية، وإنما يتبع فيها الشرائط العامة في الزواج من الدين والخلق وغيرهما مما ذكره الفقهاء ورووه عن الأئمة عليهم السلام.

الظلم لأسرة المعصوم عليه السلام

ولا شك في توفر الشرائط في بعض الأشخاص في زمان الإمام الكاظم عليه السلام. ولكن ما جرى على العلويين من الأحداث حال دون ذلك، فإن حملات الإبادة من القتل والتشريد لبني هاشم ما أبقت منهم إلا القليل، فإن المنصور قد تتبع العلويين، فمنهم من قتل في ميادين الحروب، ومنهم من قتل تحت الأنقاض حيث أمر المنصور بهدم السجن عليهم أو وضعوا في أساس البناء أحياء فماتوا اختناقا، ومنهم من اغتيل بالسم، ومنهم من قتل صبرا واحتفظ برؤوسهم في خزانة ولم يطلع عليها إلا بعض أهل بيته.

فإذا قيل إذا كان هذا حال العلويين، فلم لم يزوج الإمام الكاظم عليه السلام بناته من الشيعة؟

والجواب: إنه الخوف من الإقدام على مصاهرة الإمام عليه السلام، فلم يكن الشيعة آمنين على أرواحهم، وقد بلغهم أن هارون الرشيد قد أقسم على أن يقتل الشيعة كما أقسم على إبادة العلويين.

المصادر:

[1] . جواهر الكلام، ج 30 ، ص 92 - 116.

[2] . من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص249.

[3] . الفروع من الكافي، ج 5، ص 568.

[4] . بحار الأنوار، ج 43 ،ص 107.