-إن الشيخ الصدوق من كبار علماء الشيعة ، ما زال اسمه يتألق في تاريخ هذه الطائفة. وشخصيته العظيمة كانت ببركة دعاء الإمام صاحب الزمان عليه السلام، مصدر بركات كثيرة عند الشيعة.
إن الشيخ الصدوق عالم كبير ومشهور بين علماء المذهب الجعفري، فقد جمع أحاديث أهل البيت عليهم السلام و رتبها في مواضيع مختلفة حسب احتياجات المجتمع. موضوعات مثل الفقه الذي تناوله في كتابه القيم "من لا يحضرة الفقيه" و ما يرتبط بموضوع المهدوية جمعه في كتاب "كمال الدين وتمام النعيمة" وعلل الأحكام في كتاب "علل الشرايع" والعديد من المواضيع الأخرى جمع الأحاديث حولها في سائر مصنفاته.
كانت معرفة وفضيلة محمد بن علي بن بابويه القمي إلى درجة أن بعض شيوخ زمانه امتدحوه وأكبروه. فقد تحدث الشيخ الصدوق عن نفسه وقال: غالبًا ما كان يراني أبو جعفر محمد بن علي الأسود ، ويرى مثابرتي على الحضور عند استاذنا محمد بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - و دراسة الكتب وحفظها، وما كنت أبديه من حماسة، كان يقول: لا عجب أن يكون لديك مثل هذا الشغف بالعلم والمعرفة! لأنك ولدت بدعاء الإمام صاحب الزمان عليه السلام.[1]
ولادة الصدوق بدعاء المعصوم
إن ولادة الصدوق بدعاء الإمام معروفة. وذلك عندما يئس علي بن باوية - والد الصدوق - من أن يكون له ذرية، كتب رسالة إلى الإمام صاحب الزمان عن طريق نائبه الثالث الحسين بن روح، وطلب منه الدعاء ليرزقه الله ولداً صالحا فقيها. فكتب الامام في جوابه: "يكون لك ولد مبارك ينفعك الله به".[2] فكان الشيخ يفتخر دائما ويقول: ولدتُ بدعاء الإمام صاحب الزمان عليه السلام.
إن الشيخ الصدوق ، بالإضافة إلى العلم والمعرفة، كان معروفا بالزهد والتقوى . و قصة نضارة جسده بعد وفاته معروفة. وذلك عندما هطلت الأمطار بغزارة في مدينة الري وحدائقها ، ودمرت الفيضانات العديد من الأراضي. وفي إحدى هذه الحدائق، وهي الموضع الحالي لمقبرة الشيخ ، تم العثور على ثقب في الأرض وشوهد بداخله جثة سليمة. سرعان ما انتشر هذا الخبر في الري وطهران. وأبلغ الناس السلطان آنذاك على الفور. وبأمر من السلطان، تم اختيار مجموعة من العلماء والمشاهير وحضروا للتحقيق في الوضع في المنطقة ودخلوا القبر وبعد الفحص والبحث تأكدوا على هوية صاحب الجسم وأنه للشيخ الصدوق.و قد مرّ على وفاته حوالي تسعمائة سنة و مازال جسده طريّا، فإنه توفي سنة 381 وجدد البناء على قبره سنة 1238. ونقل عن المرحوم السيد محمود المرعشي قوله: قبّلتُ يد ذلك العالم النبيل فكانت يده ناعمة ونضرة.[3]، [4].
المصدر
[1] . من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق، ص15.
[2] . ثواب الاعمال وعقاب الاعمال، ص 11.
[3] . منتخب من لا يحضره الفقيه،ج1،ص61.
[4]. رابط المقال:https://btid.org/fa/news/243600